كفى بالمرء اثماً أن يحدث بكل ما سمع ، أو كما قال صلى الله عليه
وسلم ، في اشارة وتوجيه نبوي كريم نحو أهمية التثبت من الأخبار قبل الشروع
في نشرها كما هي، وإن كان الغالب اليوم هو الإضافات على الأخبار !
مناسبة الحديث
ما نشرته ، وما تزال، صحف المهجر العربية لأخبار ملفقة بهدف إثارة القلاقل وتبديد
أجواء المصالحة وتهدئة الأمور في الخليج ، من بعد جملة أمور مستحدثة سريعة مرت على
المنطقة ، اتُهمت فيها قطر بجملة أمور تبين مع الزمن أنها تلفيقات واتهامات بلا
أدلة مقنعة منطقية ، سعى البعض إليها لأهداف أو حاجات في نفس يعقوب !
صحيفة مهجرية تتخذ من لندن مقراً لها نشرت
خبراً ملفقاً حول ضبط خلية تجسسية في المملكة تعمل لحساب قطر !! وهو خبر ، لمن
يتريث بعض الشيء ولا يندفع مع الغوغائيات الإعلامية ، غير منطقي أولاً، لعدم الحاجة لدولة صغيرة مثل قطر لأن تتجسس على
دولة بحجم المملكة . ثم ثانياً ، لا يمكن قبول الخبر لأن توقيته غاية في السوء ،
إذ يجيء أثناء تنفيذ وتجسيد المصالحة الخليجية أو اتفاق الرياض الأخير ، وهو ما
يفيد في وجود رغبة لدى طرف أو أطراف معينة للتشويش على اجراءات التهدئة والمصالحة
، ومن ثم ثالثاً وأخيراً، لا يمكن تمرير ذاك
الخبر الكاذب ، باعتبار أن المصدر مشكوك في مصداقيته ، فالجريدة تناصب العداء لقطر
وبالمثل مع المملكة بصورة وأخرى ، لكنها تعيش فترة معسولة مع الجارة الإمارات ،
وهذا ربما يفسر كل ما سبق من الحديث أعلاه..
الأهم مما جاء كله ألا ينساق أحدنا وراء
الأخبار أو غيرها فيمررها تمريراً سريعاً ، تدفعه نواياه ، بغض النظر عنها إن كانت
سيئة أم طيبة . إن واحدة من سلبيات ومساوئ سرعة التواصل في عصر النت ، هي سرعة
التمرير قبل التثبت والتأكد . وهذا ما حدث مع خبر الصحيفة المهجرية الملفق، الذي
انتشر في أوساط من ينتظرون مثل تلك النوعية من الأخبار لدوافع او حاجات بنفوسهم ،
دون تثبت ، فخابت الظنون سريعاً عبر تفنيد وتكذيب الخبر ومن جهة رسمية بالمملكة .
لنعمل جميعا على ضبط وترشيد ثقافة التمرير
كإحدى إفرازات عصر السرعة ، وننشر الوعي اللازم في كيفية التعاطي مع كل جديد من
الأخبار والمعارف ، فإن مثل هذه السرعات والتقنيات ، كما أنها مفيدة من نواحي
معينة ، فإنها مدمرة وغاية في السوء والسلبية في نواحي أخرى كثيرة أيضاً .. وهذا
الأمر أحسبه مسؤولية الجميع ، مؤسسات وحكومات وأفراد .. الكل له دوره ونصيبه من
المسؤولية ..
وفقنا الله لما يحبه
ويرضاه .. وهو الهادي الى سواء السبيل .