قدراتنا في تصوراتنا، وكل أحد منا خلقه الله لينجز في
حياته ما يعود عليه بالنفع وعلى من حوله من بشر وأحياء أخرى والجمادات بالمثل ،
أما أن يحدث العكس ، فهذا يتطلب التوقف عنده والبحث عن الخلل ..
حين يلتصق أحدنا بعمل ما أو أسلوب حياة أو
تجارة ما ، وتجده يشكو عدم الانجاز بسبب تلك الأمور ، وفي الوقت ذاته لا يحرك
ساكناً ولا يريد تغييراً على أسلوب حياته أو عمله أو تجارته ، فهذا ليس من حقه
التذمر ورفع الشكاوى ، لأن الخلل فيه ومعه ..
نحن لسنا أشجاراً ، ما إن نضرب بجذورنا أرضاً
لا نتحرك عنها . الانزراع في المكان وعدم التحرك
طبيعة الأشجار ، فأي تحرك غالباً ما يؤدي الى الذبول أو الموت ، لكن البشر
، الأصل فيهم هو الحركة والسعي وبذل الجهد لتغيير الأحوال من حال الى حال ..
إمكانات الإنسان هائلة إلا من يأبى استخدامه
إمكاناته وقدراته . لا شيء يقف في وجه الإنسان إن أراد انجازه وتحقيقه ، وما وصل
إليه البشر اليوم ابتداء من أيام الكهوف وأكل اللحم كما الضواري ، ليتدرج
ويكتشف اشعال النار وصولاً الى عصر النت
واكتشاف الفضاء ، إلا دلائل على إمكاناته الهائلة .
لا عدو للإنسان منا سوى تهيؤاته وتصوراته
وتوقعاته . إن وضع أحدنا لنفسه حدوداً لإمكاناته بحسب تصوراته ، فتأكد أنه سيظل
حبيساً ضمن ذلك الإطار الذي رسمه لنفسه ، حتى لو كان بإمكانه في الواقع تكسير
الجبال ، فتراه يعجز عن كسر صخرة صغيرة لأنه وضع لنفسه حدوداً ، وزعم أنه لا يقدر
تجاوزها .
نعم هناك قوانين فيزيائية وكيميائية في هذه الحياة ، ولستُ أدعو الى تجاوزها واختراقها ، ولكن يمكنك ذلك باستثمارها لتجاوزها .. قوانين الفيزياء تمنعك من التحليق في الهواء كالطير ، فلا جسمك تمت هندسته للطيران ولا قدراتك المادية تساعدك ، لكن باستثمارك للفيزياء تمكنت أيها الإنسان من صنع الطائرات فتجاوزت الطيور. وقس على هذا الكثير الكثير من الأمور . وهكذا الإنسان .