حياتنا هي أيام معدودات ، ولا تغـرنك السنوات
التي تعيشها ويعيشها البعض . إن عشت سبعيناً من الأعوام أو ثمانين أو حتى مئة.. هي
لا شيء في عمر الأمم والحضارات ، بل لا شيء في مقاييس الآخرة وأيام الله.. إنها
بمثابة لحظات وتنتهي. . فما القصة إذن ؟
ظني
أن الأمر لم يتضح لك بعد ، ولهذا أضيف وأقول : إنه
والحالة هكذا ، لم لا نستشعـر أهمية هذا الوقت القصير، أو حياتنا الدنيا القصيرة ،
فنعمل على استثمار كل دقيقة وثانية فيها ؟ لم لا نعمل لدنيانا ولآخرتنا في الوقت
نفسه ؟
ما
يحدث لأغلبنا اليوم أننا نتطرف في العمل الدنيوي حتى ننسى الآخرة ، أو نتعمق في
الجزء الأخروي وننسى نصيبنا من الدنيا ، أي أنه لا توسط بيننا. وما جاء النبي
الكريم إلا ليعلمنا ويوجهنا إلى أن الإسلام دين الوسط، لا إفراط أو تفريط.
إن
كان هذا الأمر يتعلق بالدين، فلا أقل إذن من أن نسير على المنهج نفسه في الدنيا.
نحن نغرق أنفسنا في العمل اليومي، فنصاب بحالات إجهاد وأرق وتعب، ونلوم أنفسنا ومن
حولنا، حتى نضيع في متاهات الأعمال والملامات، فنصبح بعد قليل من الوقت، لا ندري
من نلوم ولماذا نلوم وما هو الموضوع الذي بسببه يقع اللوم ؟!
بسبب
كل هذا وتلك زادت زياراتنا للمستشفيات ومجالسة الأطباء، وأحياناً دخول غرف
العمليات ، لا أراكموها الله أبداً.. وهكذا تجدنا وقد ظلمنا أنفسنا وأهلينا ونخرج
من الدنيا القصيرة الفانية لفشل في القلب أو الرئة أو الكبد أو غيرها من أعضاء
الجسم، وليس لشيء يحدث سوى ما كسبت أيدينا فيها وظلمنا إياها.
لنتعلم كيف نعيش ونحيا حياة
هادئة مطمئنة، نعمل لآخرتنا دون أن ننسى نصيبنا من الدنيا، وفق منهج أكرم الأكرمين، محمد صلى الله عليه
وسلم. حيث الوسطية والاعتدال في كل شيء ، ولا يمنعك الاستمتاع بحياتك سوى عدم أخذك
بهذا المنهج النبوي الكريم.. جربه ولن تكون من النادمين أو الخاسرين بإذن الله.