أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

السبت، 21 ديسمبر 2013

لا تكن جماداً ..



   هاهنا أنت لست سوى قطعة أثاث فعلاً ضمن قطع الأثاث المتناثرة في البيت، ولا فرق بينك وبين تلك القطع سوى أنك قطعة من لحم ودم ، فيما القطع الأخريات من أخشاب أو نحاس أو حديد..

خذ مثالاً حياتياً آخر لتوضيح ما أريد الوصول إليه اليوم .. 

   
   إن كنت في عملك سلبياً لا تشارك ولا تخالط ولا يكون لك وضعك أو اسمك بسبب عدم تفاعلك مع الجميع، ولا تساهم في الأعمال الجماعية ولا في فرق العمل، ويأتي أي مسؤول ويستهزئ بك وتقبل الاستهزاء وتسكت ، وتبرر سكوتك بمبررات انت من يقتنع بها فقط ، ثم يأتي آخر ويجرحك وتقبل التجريح ، وهكذا تكون .. فأنت ها هنا لا تختلف عن أي قطعة من قطع الأثاث في مكتبك أيضاً .. وسيتجرأ أي أحد في تحريكك كما يحرك أي قطعة أثاث موجودة بمكتبه.. فهل اتضحت الصورة؟ 

   
إذا الصورة واضحة الآن ، وأنني أريد بالحديث الحديث عن عدم التفات المرء منا الى قدراته ونفسه  بل يلتفت إليها بكل السلب والجلد والذم .. فما هو الحل إذن ؟ 

  أول الخطوات بعد التوكل على الله والثقة بمعيته وعونه ، أن تثق في قدراتك وفي نفسك، بحيث لا تحقرها ولا تجلدها ولا تقلل من قيمتها أبداً. إنك حين تقلل من قيمتك فإنك تحول نفسك الى جماد لا يتحرك ولا روح فيه. بل يحركك الآخرون كيفما شاءوا ومتى ما أرادوا. ولعل هذه هي مشكلة الكثيرين الذين تجدهم في شكوى وتذمر دائمين من أنهم لا يجدون التقدير والاحترام ويتقاذفهم الناس يمنة ويسرة .. فهل وصلت رسالتي ؟

   
   ثق بنفسك وقدراتك واحترم ذاتك ، وستجد بالمثل الاحترام والتقدير من الآخرين .. جرب وأنظر ماذا ترى ؟