من المؤكد أنك استمتعت بعمل معين في وقت من الأوقات وجئت تؤديه مرة أخرى فلم تجد تلك المتعة أو الاستمتاع، رغم أن العمل هو نفسه لم يتغير، ومن يؤديه هو أنت ليس غيرك، فلماذا استمتعت وأنت تؤديه في المرة الأولى وحدث العكس بالمرة الثانية؟
نقوم بعمل ميكانيكي معين في المنزل أو المكتب أو في السيارة بيد واحدة مثلاً، فيما اليد الأخرى تقوم بعمل آخر، وبالتأكيد في مثل هذه الحالات، يكون الذهن مشغولاً بعمل ثالث، وربما العين أيضاً، والأذن على المنوال ذاته.. أي أن الواحد منا يتحول إلى ما يسمى في عالم السينما بالسوبر مان أو الرجل الخارق. يقوم أحدنا بعدة أعمال في آن واحد!
إذن والحال هكذا، كيف تريد أن تستمتع بالعمل الذي تقوم به وأنت لا تدري ما تقوم به أصلاً؟ كيف تريد أن تستمتع وأنت تشغل جوارحك كلها في عدة أعمال في وقت واحد؟ كيف تريد أن تستمتع بعملك وأنت مشغول البال بأمر أو أمور أخرى عديدة، أي أن العنصر المهم في الاستمتاع وهو التركيز، غائب لا حضور له ، وما خلق الله لرجل من قلبين في جوفه.
وطالما أن الحال كذلك، فلابد إذن من التوقف بعض الشيء والتنبه لما هو حاصل . لابد أن نبدأ التدرب التدريجي على التركيز في الأعمال، والمحاولة قدر المستطاع أن يقوم أحدنا بعمل واحد لا أكثر في وقت واحد، مهما كان تافهاً وصغيراً. بل أجد أن إيجابيات ذلك المسلك في أداء الأعمال كثيرة، أهمها شعورك بالإنجاز، وبالتالي الاستعداد لعمل آخر وثالث وخامس وألف.
جرب هذه الطريقة في أداء الأعمال اليومية وبالذات الروتينية، ولاحظ الفرق بين ما ستكون عليه وما كنت سابقاً؛ إذ بلا شك سيكون الفرق هائلاً . جرب ولا أظن أنك ستندم .
هناك تعليق واحد:
بجد موضوع مفيد ومهم - ولقد استفدت منه كثيرا - من كثر زحمة الحياة ومشاغلها واندماجننا في روتينها الممل ننسى أنفسنا وإلى ماذا أوصلنا وإلى أين؟؟؟
ربي يسلمك من كل شر استاذي
إرسال تعليق