في التاريخ الإسلامي يرد اسم العز بن عبدالسلام العالم الشجاع على أنه من أعظم الرجال الذين ظهروا في فترة حكم المماليك.. ومما جاء في سيرته أن الملك الصالح إسماعيل قد منح أو باع بلدتين من ديار المسلمين إلى الصليبيين لأغراض مشبوهة، مما أثار غضب المسلمين وعلمائهم تحديدا، فاتهموه بالخيانة لله والدين وللوطن.
وكان للعالم الرباني الشجاع العز بن عبدالسلام موقف شجاع من ذلك الملك، فصعد المنبر يوما وخطب في الناس واستنكر ما قام به الملك الصالح إسماعيل -لم يكن الملك صالحا بل الصالح كان لقبا فقط- وأعلن العز بن عبدالسلام أن الملك قد خان الأمة الإسلامية بأسرها وأنه لا طاعة له وطالب بخلعه على مرأى ومسمع من الجميع، فتم إلقاء القبض عليه وأودع السجن، فثار الناس تأييدا للعالم الشجاع وطالبوا بالإفراج عنه فشعر الملك بتورطه وحاول التخفيف من ثورة الشعب وامتصاص غضبه مع المحافظة على ماء وجهه أمام الناس.. فأرسل إلى الشيخ من يقول له: إن الملك سيعفو عنك بشرط أن تعتذر وتقبل يده! فأجاب الشيخ بكل شجاعة وعزة واستعلاء: «يا مسكين، والله ما أرضى أن يقبل الملك يدي فضلا عن أقبل أنا يده»، فلم تعجب الملك إجابة الشيخ فأمر بحبسه مجددا وحتى إشعار آخر..
تلك حادثة بسيطة أو قصة من قصص تاريخنا تفيد الأجيال الحاضرة والقادمة في مسائل العزة والاستعلاء المكتسبة من التمسك بهذا الدين العظيم، فلقد كان العالم الرباني العز بن عبدالسلام شجاعا وقويا لأنه استمد قوته من قوة إيمانه بالله، ولم يكن ليخش أحدا من خلق الله طالما أنه خشي رب جميع الخلق.. فما أحوجنا إلى عزة واستعلاء وشجاعة ورجولة العز بن عبدالسلام في مثل أيامنا هذه..
هناك تعليق واحد:
عجيب امر البشر - لديهم الجواهر الثمينة ويرمونها في البئر ولا يعرفون قيمتها ابدا ..العلماء نجوم يتلالأ في سماء الحكمة والمعرفة يكون هذا مصيرهم - غريبة - منذ الازل الغر او الافرنج يقدسون العلماء ويعرفون قيمتهم العلمية والفكرية فهم كالجواهر لديهم يحتفظون بها - وللآن استمر الحال على ما هو - دمت متميزا استاذي
إرسال تعليق