علو الهمة ركن أساس لمن يحلم ويرغب في رؤية أحلامه واقعاً ومتجسداً أمامه، وركن أساس لمن يخطط لبلوغ هدف ما، وركن أساس لمن له طموحات كالجبال.إن كنت من الحالمين فإني أدعوك أن تكون كذلك، لأن البدايات الصحيحة للنجاح ولتحقيق أي إنجاز، إنما بالأحلام. أنت تحلم بما تنوي القيام به، خطوة خطوة حتى تصل إلى القمة وهي النجاح واستشعار الموقف واللحظات حينها.
تقوم من النوم لتجد الواقع يختلف، ولكن لا يمنع هذا الواقع أي حالم أن يحقق ويكرر ما حلم به. الواقع لم يكن أبداً عائقا أمام أحد يبغي النجاح ويبغي الفلاح في الدنيا والآخرة. ومن يتعذر بالواقع وظروف الواقع في تبرير عدم القيام بما يجب لتحقيق أحلامه أو أهدافه أو أي عمل مطلوب منه، فإنما هو ظالم، يظلم نفسه ويظلم الواقع.
لماذا أقول هذا؟
لأن حقائق هذا الكون تفيد بأن من يسير يصل في نهاية الأمر، مع أهمية مراعاة التخطيط والتنظيم ووضوح الرؤية. سيقول لك البعض ممن قرر الجلوس والركون إلى الدعة بأن فلاناً وعلاناً فشلا في المسير ولم يصلا.. ونقول: بالتأكيد لن يصلا ما داما لم يتبعا المعادلات الصحيحة والقوانين المسيرة لهذا الكون.
نحن نقول لك : سر حتى تصل، ولكن سر على هدى وبصيرة، لا أن تسير لتتخبط بعد حين من الدهر قصير، خبط عشواء. إن من لا يتبع قوانين هذا الكون فلن يصل مهما حلم وطمح وتمنى، لأن الطريقة خاطئة والوسيلة غير مناسبة، وهي نتائج طبيعية لضبابية الرؤية.
نعود ونكمل الحديث ..
احلم دائماً وقم بعدها بما يلزم لتحويل هذا الحلم إلى واقع. ادرس، استشر، اطلب النصح، واسأل العون، وخطط، ثم توكل على الله وسر في الطريق. هل يمكن أن تتوه في الطريق ولا تصل؟ ربما في بعض المراحل، بحسب دقة الخطة ودقة الوسائل المستخدمة، ولكن ستصل وتحقق ما حلمت به أو طمحت إليه.
إنها بدهيات في هذه الحياة. لا يمكن أن يخفق ويتعثر من يعمل، ولا يمكن أن ينجح ويبرز من لا يعمل. هذه قوانين صارمة لا يمكن أن تتبدل أو أن يشك أحد بصحتها ودقتها. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».. أيوجد بعد هذه الآية أي شك في اطلاع الله سبحانه على الأعمال وتوفيقه لمن يخلص ويجتهد ويعمل؟
إذن لنحلم ونحول الأحلام إلى إنجازات، فما أحلام اليوم إلا حقائق الغد، كما كانت أحلام الأمس حقائق اليوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق