من الأسباب التي تجعل الفرد غير منتج في المجتمع هو التقليل من شأن نفسه، أو ما نسميه باحتقار الفرد لذاته.. فكيف يكون ذلك؟
حين يبدأ الفرد بالتقليل من شأن نفسه أو احتقار ذاته، فإن هذا دليل على أن هناك جذوراً للعملية تصل إلى أعماق ذاكرة هذا الشخص، بحيث تتغذى تلك الجذور على ذكريات وحوادث غير سارة، تعتبر مصادر التغذية الرئيسية للشعور بالدونية، وبالتالي التقليل من الذات أو تحقيرها.
تلك الذكريات تعود بالطبع إلى مراحل مبكرة من عمر الإنسان، وخاصة البيت ومن ثم المدرسة، باعتبارهما أكثر المواقع التي يمكث فيها أي فرد منا في حياته، وأكثر المواقع التي يختلط بأفرادها، وتنشأ علاقات، وتتنوع الصداقات، وتتشكل الشخصيات، ويمتلئ الذهن بعشرات الألوف من الذكريات المتنوعة كذلك.
البيت دوره مهم جداً في رفع أو خفض شأن أي أحد من أفراده، وحين يجد فرد في بيته كل تشجيع ورفع شأن من أبويه وإخوته على كل صغيرة وكبيرة، ويتم بث روح الشجاعة فيه، وإطلاق أوصاف الإبداع والامتياز على أعماله، فهذا لا شك يؤدي إلى تأثر الشخص بشكل إيجابي، ويدفعه إلى أهمية أن يكون عمله مجوداً وممتازاً لا يقبل درجة أقل.. وهكذا ينشأ شخصاً معتزاً بذاته، يحترم نفسه وشخصيته، ويخرج واثقاً من نفسه إلى المجتمع، وتكون النتيجة إيجابية من خلال نظرة المجتمع الإيجابية إليه.
أما من ينشأ في بيت لا يعترف بجهوده، ويتم تحقيره والتقليل من شأنه، والتعدي عليه بالإهانات والشتائم، فإنه دون شك سيتبنى ما يصدر بحقه، ويبدأ يعتقد في صحة ما يسمعه وما يقال عنه، فلا يمكن أن يكون الجميع على خطأ وهو الصائب الوحيد ، فيبدأ هو في تحقير ذاته أيضاً وينشأ على هذا، حتى إذا ما خرج إلى المجتمع وجدته إنساناً سلبياً لا يعترف بوجوده، ودائم التقليل من شأنه وفاقداً للثقة، وبالتالي لا يتمكن من إنجاز ما يوكل إليه من عمل.. ولسان حاله يردد: ألستُ الشخص غير المنتج وغير القادر على فعل شيء ؟
خلاصة الحديث : البيت هو الأساس في النشأة الأولى للشخص ، وكلما ساهم هذا البيت بايجابية كانت النتائج بالمثل والعكس صحيح دون أدنى ريب أو شك .. فهل نهتم بالمحاضن الأولى المتمثلة في البيوت ؟
أرجو ذلك ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق