أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأحد، 10 يوليو 2011

أيهما أنفع : الطبيب أم الصحفي ؟!

  في استبيان طريف قام به معهد دراسات وأبحاث في ألمانيا حول رأي الناس في أصحاب بعض المهن، وتبين بعد ظهور نتائج الاستبيان أن الأطباء جاءوا في المرتبة الأولى.. أي أنهم كسبوا احترام المجتمع وحازوا على نسبة %75.

   أما الصحافيون أصحاب مهنة المتاعب، فقد حازوا على نسبة %14 فقط، وكان ترتيبهم بين أصحاب المهن هو الثالث عشر! في حين جاء المحامون في المرتبة الثالثة وبنسبة %36 بعد أن حاز على المرتبة الثانية القساوسة ورجال الدين المسيحي، الذين أحرزوا نسبة %43.


   وبالطبع هذه النتائج ستسعد الأطباء في أي مكان بالعالم مثلما ستزيد الصحافيين هماً ونكداً يضاف إلى همهم ونكدهم اليومي المتكرر، وسيفرح القساوسة ورجال الدين في ألمانيا أن شعبيتهم ومكانتهم ما زالت تنال الاحترام والتقدير.. 

   لكن في الوقت نفسه لا يجب أن يحزن الزملاء الصحافيون على ما حازوا عليه من أصوات، فهم وإن جاءوا أقل من المحامين أو أساتذة الجامعة، الذين نالوا المرتبة الرابعة في التقدير والاحترام، فإن نظرة واحترام المجتمع لهم أكثر من السياسيين على الأقل ، والذين جاءوا في المرتبة الخامسة عشرة، بل وأفضل من ضباط الجيش أيضاً، الذين حازوا على نسبة %11 وفي المرتبة السادسة عشرة.

   بالطبع نظرة المجتمع الألماني لا تختلف عن نظــرة كثـير من  المجتـمعـات لأصحاب المهن فيها، باعتبار أن كل المهن شبيهة في أي مكان بالعالم، فالطبيب بأميركا هو نفسه في الصين وأستراليا والجزائر وأفغانستان ونيجيريا وكوبا ، مثلما أن الصحافي كذلك.. الأول مهمته العلاج وتقديم الدواء الناجع للمرضى، والثاني ينقل ويحلل الخبر ويكتب ويحقق..

   لعل العامل أو المعيار المهم الذي يساعد   صاحب أي مهنة على كسب ثقة ورضا واحترام المجتمع      هو نسبة العائد المصلحي للمستفيد من صاحب المهنة والحصول على خدماته بأسهل الطرق وأقلها ضررا أو أجراً مادياً، والأطباء من أكثر الذين يحتاجهم ويضطر الناس إلى خدماتهم، وهم أكثر من يمكن أن يعيد البسمة والرضا والسعادة إلى النفوس، رغم أخطائهم القاتلة أحياناً وأجور بعضهم الغالية..


   ولهذا لو سألت أي إنسان عن الصحافي والطبيب وأيهما أنفع، فلن يتردد في القول واختيار الطبيب بناء على ذلك المعيار غير الدقيق ، مع أن أغلب المهن لها أهميتها في المجتمع والكل يعمل من أجل الآخر، مثل التروس في آلة ميكانيكية ضخمة تدور لتنتج عملاً في النهاية، ولو توقف ترس فقد يعطل أو يؤخر عمل الآلة بشكل كامل.. وهكذا الحياة ، مجموعة أنظمة وعلاقات متشابكة تعمل معا لتنبض القلوب وتعيش . أليس كذلك ؟ 

هناك 3 تعليقات:

laila tebaibia يقول...

يشخص الصحفي الوضع في المجتمع مثلما يشخص الطبيب المرض في الجسد

غير معرف يقول...

الاستاذ الصحفى الكبير عبد الله العمادى اعتقد ان لا مقارنة بين المهنتين لان العائد من المهنة على الانسان هو مقياس التقييم ولانك صحفى لم يسعدك الترتيب المتاخر لهذه المهنة وانا من اصحاب بعض المهن التى لو طرحت فى الاستبيان لكان ترتيبها اقل من الصحافة وهى قريبة من مهنتك وهى من انواع الرقابة التى تحقق اكبر قدر من الشفافية وما احوجنا لذلك

عبدالله العمادي يقول...

نعم صحيح , إذاً كيف ترى تقييم المهن من وجهة نظرك إذا كان كما ذكرت - نفس الناس - ليس مقياساً حقيقياً ؟

مع كل احترامي , فلا أرى للصحافة أية فائدة في المجتمع.

أرجو أن تغيّر نظرتي هذه ;) ..

شكراً لقلمِكْ .