أنا محمد وأنا
أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشَرُ الناس على
قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي.. هكذا يصف خير خلق الله نفسه، محمد - صلى
الله عليه وسلم - الذي يصادف اليوم ميلاده،
كما أجمعت غالبية المصادر التاريخية. الثاني عشر من ربيع الأول، الموافق للعام 571
للميلاد، أو عام الفيل.
يحتفل المسلمون يوم الثاني عشر من ربيع الأول بذكرى ميلاده.. كل أحد
بطريقته، وإن كانت لا توجد طريقة معينة، ولم يُعرف عن السلف الصالح في القرون
الثلاثة الأولى، وهي خير القرون كما جاء عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أن
أحداً احتفل بمولده الشريف، والروايات التاريخية تقول بأن أول من جاء بهذا الأمر
هم الفاطميون في مصر لأغراض سياسية، منها تثبيت حكم الدول العبيدية أو الفاطمية،
عبر استمالة قلوب الناس باحتفاليات في حب النبي صلى الله عليه وسلم، فأحدث حاكمهم
يومها المعز لدين الله العبيدي، المولد النبوي واستمر الأمر حتى بعد أن زالت
دولتهم.
كان اليهود قبل بعثة رسول الله - صلى الله عليه
وسلم – وضمن سياق الحديث عن المولد النبوي الشريف، كانوا يأملون النبي المنتظر،
الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، أن يكون منهم.. فقد كانوا أهل علم
ودراية أكثر من الأميين العرب في الجزيرة، الذين أفنوا أعمارهم ما بين الحروب والتجارة،
فيما القليل منهم من كان يقرأ ويسأل ويتفكر في أمور الأديان والرسالات والأنبياء.
ولد
الهدى - صلى الله عليه وسلم - فولد معه النور والضياء والخير والسلام. أخرج الناس
من الظلمات إلى النور، وأعز الله به وبدين الإسلام، أقواماً وأمما. والاحتفال
الحقيقي بذكراه العطرة، يكون عبر التذكير بسيرته ومنهجه، والاستمرار عليهما قدر
المستطاع، كما استمر على نهجه وسيرته وتبليغ رسالته ونشر نوره، صحابةٌ كرامٌ
عظامٌ، لم ولن يتكرر الكثير منهم.. أبوبكر وعمر وعثمان وعلي، وبقية العشرة
المبشرين بالجنة وآخرين لا يتسع المقام لذكرهم..
فاللهم في مثل هذا اليوم وكل يوم والى آخر يوم، آت
محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته. إنك سميع عليم مجيب
الدعوات. وصل اللهم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق