قال
المؤرخون في وصف حياته وحبه للعلم والعلماء ، كما جاء في كتاب البداية والنهاية لابن
كثير :" .. إن أول ما استبين رشده وحرصه على العلم ، ورغبته في الأدب، أن
أباه ولي مصر وهو حديث السن ، فأراد أبوه إخراجه معه إلى مصر من الشام ، فقال : يا
أبتِ أو غير ذلك لعله يكون أنفع لي ولك ؟ قال : وما هو ؟ قال: ترحلني إلى المدينة،
فأقعد إلى فقهائها ، وأتأدب بآدابهم.. فعند ذلك أرسله أبوه إلى المدينة ، وأرسل
معه الخدام ، فقعد مع مشايخ قريش ، وتجنب شبابهم ، وما زال دأبه حتى اشتهر ذكره .
وقد جاء عن أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو أنس بن مالك قال : ما صليتُ وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم من هذا الفتى - حين كان على المدينة . .
إنه الخليفة الراشد، عمر بن عبدالعزيز، الذي
اعتبره كثير من العلماء أول من أتى على رأس القرن الذهبي للإسلام ، ليجدد للناس
دينهم كما بالحديث الشريف :
" إن
الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " . فكان عمر هو أولهم، كما يقول ابن الجوزي وغيره :" إن عمر بن عبد العزيز كان على رأس المائة الأولى ، وإن كان هو
أولى مَن دخل في ذلك ، وأحق ؛ لإمامته ، وعموم ولايته ، وقيامه ، واجتهاده في
تنفيذ الحق ، فقد كانت سيرته شبيهة بسيرة عمر بن الخطاب ، وكان كثيراً ما تشبَّه
به " .

أبعـد كل هذا تستغرب أن يبكي عليه قيصر الروم
حين بلغه موت الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز ؟
وقال فيه ، بعد أن استغرب من حوله من الحاشية : " مات والله رجلٌ عادلٌ ، ليس لعدله مثيل ، وليس ينبغي
أن يعجب الناس لراهب ترك الدنيا ليعبد الله في صومعته ، إنما العجبُ لهذا الذي
أتته الدنيا حتى أناخت عند قدمه ، فأعرض عنها !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق