مناسبة هذا العنوان ما تم تداوله بشأن قائد الانقلاب العسكري
الدموي في تركيا عام 1980 ، كنعان ايفرين ، الذي توفى يوم السبت التاسع من مايو 2014 ، وأحدث جدلاً في تركيا منذ أن انقلب وحتى موته، وآخرها رفض الحكومة المشاركة في جنازته ، حتى وإن
كان الحاكم السابع للجمهورية ، وكما تقضي البروتوكولات بشأن الرؤساء ، ذلك أن جرائمه ما تركت بيتاً في تركيا إلا ورسمت فيه
حزناً وألماً ، كما هو حال أي انقلاب عسكري على الأغلب .
كثيرون وقفوا ضد أي
رسميات له ، سواء كانوا إسلاميين أو حتى ليبراليين وغيرهم كثير ،
باعتبار أن يديه ملطختان بالدماء .. ومن يقرأ تاريخه يدرك سبب مواقف الناس اليوم
تجاهه ، وهو الذي انقلب على حاكم شرعي وأعدم الكثيرين وسجن نصف مليون معارض،
وغيرها من مآس جلبت فقراً وبؤساً وتعاسة للدولة التركية لعقدين من الزمن .
إن الظلم مرتعه وخيم
كما قال الشاعر العربي ، فالظالم لا
يمكن أن يموت وينتقل الى الحياة الأخرى قبل أن ينال جزاءه الدنيوي قبل الأخروي،
والجزاءات تتنوع بحسب الظالم وما ظلم وفعل .. والناس لا تنسى للظالم أفعاله ،
لاسيما من اكتوى بنار ظلمه .
إن أقل عقوبة للظالم في الدنيا هي اللعنات ودعوات الهزيع الأخير من الليل ،
حين ينام الناس ، إلا أن رب الناس يسمع
لأنين المظلوم وآهاته كما بالحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" اتقوا دعوة المظلوم فإنها تُحمل
على الغمام ، يقول الله ، وعزتي وجلالي
لأنصرنك ولو بعد حين ".
هل هناك ما يفرح قلب
المظلوم أكثر من هذا القسم الإلهي ؟ إن الله ناصره ، طال الدهر أم قَصُر . وهل
هناك من هو أشقى من الظالم وهو يسمع هذا القسم ؟ لاشك أنه ليس هناك أشقى من ظالم
يسمع ويرى نهايات أمثاله ولا يتعظ أو يرتدع ويعود لرشده ويتوب ..
إن الله لا يهمل
الظالم وإن أمهله بعض الوقت ، كما بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا
أخذه لم يفلته .. ثم قرأ: ( وكذلكَ أخذُ ربك إذا أخذ
القرى وهيَ ظالِمَة، إنَّ أخْذهُ ألِيمٌ شديدٌ ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق