رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ، بعد أن طار
ودار وسعى إلى خراب العراق ومن قبله أفغانستان بمعية الأمريكان ، وشجعهم على فكرة غوانتانامو وجلب على بلده تفجيرات لندن الشهيرة بسبب حماقاته السياسية ، يأتي اليوم
ليواصل شؤمه على الإسلام والمسلمين أينما كانوا ، بدءاً من بريطانيا !
في محاضرة له
بالأمس - 23/4/2014 كانت تدور حول نقطة جوهرية أساسية هي " معاداة الإسلام " وإن لم
تكن بشكل مباشر ، وذلك بدعوته العلنية لأوروبا وأمريكا ضرورة وضع خلافاتهم مع
الصين وروسيا جانباً ، لأن الوقت ليس وقت الاختلاف مع تلك القوى ، بل ضرورة توحيد
الجهود والقوى لمحاربة ما أسماه بالإسلام السياسي .. لماذا ؟ يجيب بلير : للمحافظة
على " مصالحنا " المشتركة !!
حين يقول
الاسلام السياسي ويخلط الأمور عبر الإشارة إلى بعض " المتطرفين " الاسلاميين بحسب زعمه
، فإنما القصد هو مواجهة ثورات الشعوب العربية التي غالباً لن تأتي فيما لو نجحت ،
بغير الإسلاميين للحكم ، وفي ذلك الخطر الأكبر كما يزعم بلير على مصالح الغرب في
البلاد العربية ، قبل أن تكون على أنظمة الحكم في تلك البلدان .
لأجل النفط
والتجارة والمصالح ، ليس مهماً عندهم أن يحيكوا المؤامرة تلو الأخرى ، يموت فيها
من يموت ، طالما أن الدم المسال ، دم مسلم
.. ليست مهمة عندهم القيم والمبادئ التي لا يزالون يتغنون بها ، والتي تتعطل فجأة
حين يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين .. ليس مهماً عندهم أي فوضى وأي فرقة في
العالم العربي ، طالما أن مصالحهم الاقتصادية في مأمن ، يصلهم النفط والوقود
اللازم لصناعاتهم دون أي مشكلات ، وطالما أن سفنهم تنقل بضائعهم إلى الأسواق
العربية ، فلا يهم إذن بعد ذلك أن يموت الآلاف ، فإن عبارات التنديد والاستنكار
والتألم والحزن على الموتى جاهزة معلبة ، وبعض وسائل إعلامهم تتولى المسألة فيما بعد
لتهدئة الخواطر والاستمرار في خداع الشعوب ، وتمضي الأيام ..
هذا هو وجه
الشؤوم بلير ، يصول ويجول مرة أخرى ، وإن كنت لا أستغرب أن لتحركاته وتصريحاته
ارتباطاً بقرار رئيس وزرائهم الحالي بخصوص دراسة فلسفة جماعة الإخوان المسلمين ،
وهو الأمر المضحك حقيقة ، وكأنما بريطانيا تسمع بهم لأول مرة ، وهي التي تدري بالإخوان
أكثر من نفسها وشعبها !! وعلى ذلك ، يستمر الصراع
إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا..