
الإنسان منا يظل يبني في مشروع الثقة بشخص ما أو بآخرين حوله لسنوات
عديدات ، ولكن يمكن أن تلك الثقة أو ذاك
الجهد في بناء الثقة بشخص ما في ثوان معدودات وبشكل درامي محزن ، لخلاف أو حدوث ما
هو غير متوقع من الشخص الذي وثقت به سنوات طوال..
انظر إلى صعوبة الأمر .. الثقة التي تحتاج منك إلى سنوات عديدة لكي تبنيها
وتعززها، يمكن أن تتهدم في ثوان قليلة ولا أقول في أيام معدودة.. فماذا يعني هذا ؟ إنه يعني بوضوح وجلاء أهمية الحرص على عدم فقد ثقة الآخرين فينا بأي
طريقة ووسيلة ممكنة ، لأن الثقة عملية بناء تراكمي، فإن تهدمت فلا يصلح معها إعادة
بناء، لأنه حتى لو تمت الإعادة، على سبيل الافتراض، فإن شرخاً دائماً سيكون في ذاك
البناء حتى لو لم يظهر للعيان، باعتبار أن شروخات القلوب عظيمة .. هذه تجربة أولى
.

تجربة ثالثة تدور حول كسب الأصدقاء ، حيث يوصي العارفون تجنب
تغيير الأصدقاء بين كل حين وآخر خاصة إن وجدناهم
قد تغيروا لسبب أو آخر .. لماذا ؟ لأن التغيير أمر طبيعي وقانون حياتي وسنة كونية
، يخضع له الجميع ، أحياءً وجمادات، والتسرع في اتخاذ قرار تغيير الأصدقاء يجب أن
يكون من بعد دراسة التغييرات التي هم تعرضوا لها، ومراعاة ذلك وبشكل منصف ومنطقي.
إن الدخول
في مشروع بناء صداقة مع الغير ، شبيه بعملية بناء الثقة ، بل إن بينهما صلة كبيرة
وتداخل عميق، فالأمر يحتاج إلى فترة طويلة لكي تثق بشخص لكي تتخذه صديقاً، وقرار
تغييره ليس سهلاً في غالب الأحوال ، والتجربة خير برهان .