
الأهم من كل تلك الماديات هي في ما نسميه
بالسلام الداخلي أو الأمن النفسي ، وهذا مقصد كثير من الباحثين والمؤلفين
والدارسين اليوم . إذ الكل يبحث ويدرس ويحاول فهم طرائق ووسائل تحقيق هذا النوع من
الأمن ، الذي إن تحقق ، سهلت كيفيات الحصول على متطلبات الحياة أو الوصول الى السعادة
المنشودة ..
المرء
ما إن يصل إلى هذه الدرجة من الأمن النفسي أو السلام الداخلي ، حتى يحتاج إلى
تثبيت دعائم هذا النوع من الأمن أو السلام في داخله ، فإن زعزعته أمر سهل يسير في
هذا الزمن ، فيكفيك الجلوس إلى شخص سوداوي النفسية ، متشائم مكتئب ، فتشعر بعد حين
من الدهر قصير أنه قد طرد الأمل فيك وبدد أجواء التفاؤل من حولك !

عليك
أن تدرك أن هذه الحياة ليست حالة طارئة تجعلك مستنفراً قلقاً طوال عمرك .. هذه
نقطة أولى مهمة ، فيما الثانية تؤكد على
أن كل ما في الحياة من أحداث ووقائع لن تستمر ، وهي زائلة بصورة وأخرى وبالتالي فإن
أي قلق أو توترات بشأنها ، ستزول أيضاً .. ثم حاول ثالثاً أن تلتمس العذر للآخرين حين
يخطئون ، وعبر ذلك الالتماس الراقي ، ستشعر بالكثير من الطمأنينة وقد سرت بنفسك ،
وهي بالمناسبة مسألة مُجـرّبة ، ولا يمنعك مانع أن تجربها أنت أيضاً ، ولن تخسر
شيئاً بإذن الله .. وقبل كل ذلك وبعده، لا
تنس ذكر الله ، فإنه الأساس في أي أمن وأمان وسلامة وإسلام .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب ..