في خبر طريف عن عالم
نفس كندي يقول في دراسة أجراها على مجموعة عمال وموظفين ، أنه تبين له من خلال
النتائج أن العمال حين كانت نفسياتهم حزينة ارتكبوا أخطاءً أقل بكثير من العمال
السعداء !! أي أن العمال الحزينون كانوا أكثر إنتاجية من نظرائهم السعيدين !
يبرر هذا العالم النفسي نتائج دراسته ، بأن
السبب في ذلك يعود إلى أن العامل السعيد حين يعمل يحاول ألا يبذل جهداً كبيراً ،
لماذا ؟ لرغبته في الحفاظ على مزاجه " الرايق " كما يقولون، في
حين العكس يكون مع العامل الحزين الذي يكرس وقته وجهده في العمل من أجل إلهاء نفسه
عن مشاعره الحزينة الكئيبة، فتكون النتيجة ، إنتاجاً عالي القيمة والجودة ، بل ربما
يكون مركزاً ودقيقاً في أحيان كثيرة ..
من واقع التجارب الحياتية ، لاحظ أيها القارئ
أن المرء منا حين يكون مكتئباً حزيناً، تراه يُشغل نفسه بأعمال أو هوايات معينة لا
يقصد من أدائها سوى رغبة في نسيان ما به في تلكم الساعات ، وتجده تبعاً لذلك يحاول
التركيز في العمل الذي يقوم به كي ينسى أحزانه قدر المستطاع .. ألا يحدث معك مثل
هذا الشعور والتفكير ؟
النتيجة ربما تكون غريبة وصادمة لكثيرين ،
وخاصة أننا لسنوات طويلة نسمع ونقرأ بأن المدير أو المسؤول أو القائد لا بد أن
يهتم برفع معنويات المرؤوسين والموظفين عنده ، باعتبار أن المعنويات العالية تساعد
على رفع أداء الموظف وبالتالي الإنتاج وجودته . لكن هذا الكندي يبدو أنه يريد نسف
كل تلك المعتقدات ..
أخشى أن تصل مثل هذه المعلومات والنتائج إلى
بعض المسؤولين وأصحاب العمل والمال ، فتجدهم يتبنون تلك الدراسة ، فيكثرون من
المسببات والدوافع التي تعين على إبقاء الموظف أو العامل حزيناً على الدوام ، لا
يخرج من حزن إلا ويجد ما يحزنه مرة أخرى أمامه !
هل تؤيدون أن نأخذ بنتائج تلك الدراسة للتأمل
والتفكر أم نعتبرها ترفاً علمياً ليست أكثر ؟ لا
أدري ، ولكن ربما المشتغلون بعلم النفس يفيدوننا
في هذا الجانب ، فهل من مجيب ؟