
لكن هناك من البشر من اعتاد أن يمزح مع الآخرين بشكل مستمر حتى يكاد يتحول المزح عنده إلى عادة تقريباً . وحين يصل المزح إلى أن يكون عادة ، فإن المازح ها هنا يكون قد دخل مرحلة حرجة وخطرة في نفس الوقت دون أن يشعر ، فتراه وبحكم اعتياده على ذلك ، يتطور في تخطي الحواجز الطبيعية المعروفة للإنسان ، باعتبار أن لكل منا حدوده الطبيعية لا يحب أن يتخطاها أحد ما لم يكن مؤهلاً لذلك .
هناك من الناس من لا يدرك تلك الحواجز ، فتراه يكرر المزحة والأخرى مع شخص معين على سبيل المثال ، ويبدأ يتعدى الحواجز ويتطور في المزاحات . وقد يظن المازح أن الأمر مقبول بالنسبة لمن يمزح معه ويكرره ، وهو لا يدري أن بتكرار المزاحات ينشأ عند الممزوح معه شعور عدم الارتياح ، وإن لم يبد ذلك عليه ، لكن كما ذكرنا ، أن المشكلة الحقيقية تكمن في تكرار المزحة وتطورها أيضاً حتى تصل إلى النقطة التي لا يحسب لها المازح أي حساب وتكون هي بداية النهاية للعلاقة وتوترها وربما قطعها فوراً .

من هنا وحرصاً على أصدقائنا وزملائنا وأقاربنا ، أو علاقاتنا مع الغير بشكل عام ، عدم المبالغة في المزح حتى لو كان مع أعز الأصدقاء والمقربين ، مع ضرورة تجنب استخدام اليد وخصوصاً مع من لا تكون العلاقة قد وصلت معه بعد إلى الدرجة القريبة من الكمال والتمام .
وأحسبك الآن أيها القارئ الكريم وأنت تقرأ هذه الكلمات ، قد مر بذهنك شريط طويل من الذكريات السابقة في مجال المزح مع الآخرين ، سواء المقبولة أم عكسها ، فتحاول أن تحافظ على حدودك في هذا الأمر وتتجنب الخوض أو الوقوع في المزاح الثقيل مستقبلاً ، سواء كان باللسان أو باليد، فالعلاقات الإنسانية صعبة البناء لكنها سهلة الهدم ولا تأخذ من الوقت سوى القليل القليل .. أليس كذلك ؟
هناك تعليق واحد:
جزاكم الله خيرا
إرسال تعليق