هل الصراع أمر لابد منه أو لا مفر منه أو ضروري في هذه الحياة
؟
لنطرح السؤال بشكل
آخر :
هل الصراع هو الحياة ذاتها ؟
سأجيب على السؤال
والإجابة هي خلاصة الموضوع لمن أراد أن يقف ها هنا ولا يكمل بقية الموضوع ..
ولكن لماذا الصراع هو الحياة ؟ سؤال آخر يحتاج إلى تفاصيل ،
فإن كنت مهتماً
بالتفاصيل ، إليك ما تطلب وتسأل ..
الصراع واحد من قوانين هذا الكون ونواميسه العديدة ، أو
هو سنّة من سنن هذه الحياة ، فبدون صراع لا تكون هناك حياة .. والصراع هو العامل
الأهم أو السبب الأول في إحداث سنّة التغيير .. هذا التغيير الذي لا بد منه في
حياتنا الدنيا ، والذي بدونه أيضاً لا تستقيم حياة.. هذه حقيقة أولى .
الصراع مهم والتغيير أهم ، وهما طرفا معادلة
حياتية ، فحيثما يكون صراع ، لا بد وأن تكون النتيجة الطبيعية هي التغيير ، بغض
النظر عن نتائج وماهية ذاك التغيير ، سلباً كانت أم إيجاباً .. وهذه حقيقة ثانية.
حين نفهم الحقيقة
الأولى والثانية بشكل عميق ، نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً حينما نرغب في تحليل ما
يقع أمامنا من صراعات وأحداث على كافة المستويات وفي كافة المجالات . وبدون فهم
تلك النقطتين ستكون تحليلاتنا ورؤيتنا للأحداث والصراعات ناقصة أو يشوبها الكثير
من الشوائب ، وبالتالي تكون نتائجها غير منطقية ، أو لا يمكن أن ترتقي إلى مصاف
التحليلات المنطقية القابلة للتصديق والاقتناع بها .

ما الذي يدفع بأولئك
الاثنين من الموظفين إلى الصراع من أجل كسب صلاحية معينة في العمل ؟ وما الذي يجعل
هناك صراع بين رؤساء الأقسام في العمل ؟ إنه بكل تأكيد الرغبة في" المكاسب "
، بغض النظر ها هنا عن الغرض من المكاسب ، شخصية تكون أم لصالح العمل في نهاية
الأمر . المهم أن الرغبة في المكسب بعينه ( وهو ما نسميه بالتغيير ) ، حرك المياه الراكدة في العمل وأحدث نوعاً من
الصراع بين طرفين .. لماذا ؟ ( لأجل التغيير ) .
خذ مثالاً أكبر للصراع الذي يكون على مستوى
الدول، فإن أي صراع بين دولتين مثلاً ، فإنه غالباً على مكاسب معينة ( لأجل
التغيير ) .. إما تحقيق مكسب جديد أو تعـزيز مكسب موجود ، وأنظر إلى كل أنواع
المكاسب التي يمكن أن تتصورها .. وهكذا الأمر على مستويات أكبر وصراع الحضارات
لتحقيق سنّة التدافع والتداول ، تحقيقاً لقوله سبحانه " وتلك الأيام نداولها
بين الناس" .. لابد أن تسود حضارة وتزول أخرى ، لماذا ؟ ( لأجل التغيير ) ،
وهذا التغيير بكل تأكيد من أجل خير الأرض ومن عليها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق