اشتكى زوج عند طبيبه من ثقل سمع زوجته وأنها لا
تسمع إلا بعد تكرار الحديث . اقترح الطبيب حلا على الزوج ليعرف إلى أي مدى لا تسمع
الزوجة ، فطلب بأن يخاطب زوجته بعبارة قصيرة عند باب المنزل ، فإذا لم تجب يتقدم
خطوات أكثر إلى الصالة مثلا ، فإن استمر الوضع يتقدم إلى باب المطبخ حتى يقترب
منها جدا ليصل إلى متر واحد بينهما .
دخل
الزوج منزله ووقف عند باب المنزل وقال: عزيزتي ما هو عشاءنا الليلة ؟ ولم يسمع
رداً ، فتقدم خطوات وكرر العبارة نفسها دون إجابة ، ووصل لباب المطبخ ولا فائدة
حتى اقترب منها كثيراً وقال : عزيزتي قلت لك ما هو عشاءنا هذه الليلة ؟ فقالت :
دجاج.. هذه رابع مرة تسألني ورابع مرة أجيب !!
إنها كامنة في الزوج وليست زوجته . لقد ظن أن
زوجته لا تسمع جيداً وأن هناك خللاً ما في أذنيها وتسرّع وذهب إلى الطبيب يستشيره طلبا
للعلاج والحل ، قبل أن يبحث بنفسه عن المشكلة ومصدرها . لكن تبين له بالتجربة أن
العكس هو الصحيح.
المشكلة كانت كامنة عنده هو وليست زوجته . هو من كان ذا سمع ثقيل وليست
المسكينة زوجته .. إنها مشكلة حياتية تتكرر وتقع لأي أحد منا . نعتقد دائماً في
وقت الأزمات والمشكلات أن العلة خارجية وأن السبب كذا وكذا ونبتعد في التحليل
والتفسير كثيراً، رغم أن السبب قد يكون أقرب مما نتصور .
هذا
الأمر يفيدنا في مسألة التعديلات والتغييرات والصيانة والتصليحات إلى آخر قائمة
تلك المعاني . إذ لابد أن نعرف أصل المشكلة وجذور الأزمة قبل أن نشرع في البحث عن
الحلول والعلاجات . المسألة الحياتية دقيقة جدا ولا تقبل اجتهادات أو تجارب .
الإنسان ليس آلة صماء أو جماد بلا روح.
وقبل
أن تبدأ أي عملية إصلاحية وتغييرية مع إنسان ، تأكد أنك تعرف أصل الداء لكي تتوصل
إلى وصف الدواء . وهذه خلاصة موضوع اليوم . وليس هذا بالجديد ، لكنه من باب الذكرى
التي تنفع المؤمنين .