سؤال قد يكون غريباً بعض الشيء ، لكن أغلبنا ردده وقتاً من الأوقات من بعد أزمة خانقة أو مشكلة بدت كأنها لن تنجلي ولا سبيل للتخلص منها، فيخرج السؤال مع آهات من القلب شديدة عميقة : كيف أعيش بسلام في مثل هذه الظروف؟
تحدثنا من ذي قبل عن الأمن والأمان وأهمية أن يسعى أحدنا إلى تحقيق ذلك عبر ما أسميناه بالسلام الداخلي أو الأمن الداخلي . ونقول اليوم بأن الأصل أن نعيش في سلام مع أنفسنا ومع الذين يحيطون بنا في بيوتنا ومقار أعمالنا والمجتمع والوطن، وصولاً إلى الأرض كلها بأحيائها وجماداتها كذلك.
قد يقول قائل: لماذا لا نجد ذاك السلام مع أنفسنا والآخرين؟ والإجابة هي أن السبب كامن في أعماقنا قبل ظواهرنا، فنحن من لا يرغب العيش بسلام.. أتدرون لماذا؟ لأننا إن كنا نطمح فعلياً إلى السلام والعيش بهدوء، ستجد كل منا وقد اتخذ الأسباب والوسائل المؤدية لذلك النوع من العيش، لكن الحاصل هو ابتعادنا عن سابق ترصد أو تعمد أو دون قصد أحياناً عن تلك الأسباب، فتجدنا قلقين متوترين نبحث عن الهدوء والسلام دون أن ندري أننا السبب!! وأحسبك الآن بدأت تضيع في متاهات فلسفية. لكن إليك التفاصيل..
أحسب أن من يبحث عن العيش الهانئ المسالم والسليم لا يمكن أن يحسد الآخرين على ما أنعم الله عليهم، أو يحقد عليهم لأي سبب كان، أو أن يشغل نفسه بتوافه وسخافات من الأمور كثيرة، ولا يعيش في توتر وقلق وتخوف وخشية من القادم إليه في مسألة الرزق، وفوق كل هذا لا أظن أن الراغب في العيش بسلام، ينقطع عن ربه لا يلجأ إليه إلا في الأزمات والملمات، بل إن السلام كله والأمن والأمان والطمأنينة تجدهم جميعاً في دوام الصلة بالله الذي من أسمائه الحسنى الكريمة السلام، ومنه السلام. تبارك ربنا ذو الجلال والإكرام.
لذا أجد أن من يرغب في مثل تلك النوعية من العيش، لكنه يحسد ويحقد ويتوتر ويقلق لأتفه الأمور، ويخاف على رزقه أن يقطعه فلان وعلان – كما يعتقد هو – لا يمكن أن يصل إلى تلك الحياة الهانئة المسالمة السليمة. إنها معادلة واضحة جلية، فكما تعطي تأخذ، وكما تزرع تحصد أو هكذا تعلمنا من تجارب الحياة المتنوعة..
هناك تعليق واحد:
مقالة جميلة .. مبدع كعادتك استاذ عبدالله
موفق دائما باذن الله
إرسال تعليق