تقول العامة في أمثالها الشعبية : اللي يخاف من العفريت، يطلع له.. هذا المثل ربما قاله الأولون كنوع من التشجيع على عدم الخوف من العفاريت والجان في المقام الأول، وهي المخلوقات التي ما زالت نماذج للتخويف يستخدمها البشر مع أطفالهم.. وربما قالوها كنوع من الدروس التربوية وأهمية التحلي بالشجاعة في التعامل مع الحياة وظروفها ومتغيراتها.
نعم الذي يخاف من العفريت يطلع له.. والعفاريت هذه الأيام لم تقتصر على عفاريت الجن المعروف عنها القوة والشراسة في عالم الجن، بل ظهرت عفاريت العصر الحاضر من البشر وما يتعلق بهم ، والتي صار كثيرون يخافون منها ، وهم في تنوع شديد وكثير.
أول عفريت ربما أنت تخاف منه وأخاف أنا منه وذاك يخاف وتلك تخاف منه، هو الفشل. هذا عفريت كبير يظهر لأي أحد منا, فيما لو بدأ يفكر ولو للحظات قليلة في أنه سيفشل في مشروعه، بغض النظر عن ماهية هذا المشروع، ماديا كان أم عاطفيا أم إداريا أم غيرها من مشاريع الحياة الدنيا.
إن مجرد التفكير في الفشل، سيؤدي بك غالباً إلى أن تراه متجسداً أمامك على شكل عفريت مخيف يسلب منك كل قواك وطاقاتك، فتجد نفسك إلى الفشل تسير عبر ارتكاب أخطاء ترتكبها في العمل ولا تقصدها، لكن شعورك الداخلي وأحاسيسك الداخلية تعمل، حيث تبدأ بتوجيهك لارتكاب أخطاء يكون نتيجتها الفشل..
عفريت آخر قوي رهيب هو عفريت تحطيم الذات. هذا العفريت الذي يصيب كثيرين في مقتل. إنك حين تجلد ذاتك ولا توقرها ولا تحترمها بل تقلل من شأنها في أغلب المواقف الحياتية، وتعتبر نفسك لا شيء حين تظهر أمام الآخرين، فإنك فعلاً ستكون لا شيء، لأن عفريت تحطيم الذات والخوف من الظهور أمام الآخرين، سيظهر لك ويقول لك أنت لا شيء، فتصدقه وتتصرف على ضوء ذلك أمام الناس والمجتمع..
عفاريت النفس كثيرة وكبيرة وعنيدة، وكلما صرنا نخاف منها فإننا لن نكون في مأمن، ولن نهنأ بعيش، وستظل هذه العفاريت تلاحقنا أينما حللنا وذهبنا.. ستظهر أمامنا ومن فوقنا وعن أيماننا وشمائلنا ومن خلفنا، وتنغص علينا حياتنا، فلا نرى سوى عفاريت تتطاير يمنة ويسرة ..
هل ترضى أن تعيش حياة تسيطر عليها العفاريت؟
بالتأكيد لا تريدها ولا ترضاها. والحل ؟
الحل هو ألا تخافها أولاً، ومن ثم تثق في نفسك وقدراتك ومواهبك ثانياً.
وستجد نفسك بعد قليل أنك من تخاف العفاريت منه وليس العكس.
جرب بنفسك وانظر إلى النتائج.. ولا تنس أن تخبرنا بها في أقرب فرصة.. وفقك الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق