ليس مزاجي الذي أتحدث عنه اليوم، فصاحبكم ولله الحمد ما زال يحاول ألا يعكر أو يشوش على مزاجه شيء قدر المستطاع، وإن كان الأمر أشبه بالمستحيل، بل هو من التحديات اليومية الصعبة، لكن المسألة تحتاج إلى الصبر والمصابرة وخوض هذا التحدي اليومي مع النفس.
واستكمالاً لموضوعات في المجال نفسه حول المزاج وتأثيراته السلبية على الأداء وإنتاجية الفرد، خاصة إن كان صاحب مزاج متقلب غير مستقر، نواصل الحديث ونقول بأن الإنسان المزاجي نظرته للأمور تتغير ويضيق صدره وتتلاشى أجواء التفاؤل من حوله فجأة، فيعيش أجواءً من الكآبة تقعده عن المفيد، فلا ينجز، وهذا كما أسلفنا القول، بسبب الانقلاب النفسي الداخلي الذي له أسبابه، وبالتالي يحدث الانقلاب الخارجي والذي يكون على شكل سلوك أو أفعال .
لا ينكر أحد القوة الضاغطة للمشاعر لا سيما السلبية إن هبطت على المرء. إنها مشاعر ضاغطة تؤثر بشكل واضح على سلوكياتنا سواء مع أنفسنا أو مع الغير. تجدنا لهذا أحياناً نثور لأتفه الأسباب أو ننفعل بسبب كلمة لا يقصدها صاحبها وربما يكون قد قالها مرات ومرات في مواقف مختلفة ولم نكن نعيرها أدنى اهتمام فلماذا الآن؟ السبب هو المزاج الذي تعكر.
ما يحدث لنا سببه واضح وبسيط هو أننا لم نتعود على مراعاة النفس والمشاعر أوقات الأزمات أو حاجة الجسم والنفس إلى الراحة والاسترخاء، وإنما تجدنا منهمكين في أعمالنا المادية التي لا بد أن ننتهي منها أولاً وإن كان على حساب صحتنا أو ظروفنا. والقلوب إذا كلّت ملّت. أي أننا تحولنا إلى آلات تعمل إلى أن ينتهي وقودها. وهذا بالاستمرار يسبب ضغطاً نفسياً رهيباً على القلب يكون أشبه بحفنات من الرمل تتراكم لتتحول بعد حين من الدهر إلى جبل من الرمال المتحركة، تتحرك مع هبوب رياح الحياة المتنوعة.
الضغوط النفسية مثل الكثبان الرملية، عظيمة ومتحركة. والخطورة كامنة في حركتها، ولعل تلك الحركة هي السبب في التغير الفجائي لنفسياتنا أو أمزجتنا .. أي أننا بخير مؤقتاً طالما الرمال كانت هادئة، لكن مع بدء التحرك، تتغير الأمزجة وتسوء ونعيش في تخبطات ولخبطات..
فما الحل والحال هكذا؟ هذا هو موضوع الغد بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق