
واستكمالاً لموضوعات في المجال نفسه حول المزاج وتأثيراته السلبية على الأداء وإنتاجية الفرد، خاصة إن كان صاحب مزاج متقلب غير مستقر، نواصل الحديث ونقول بأن الإنسان المزاجي نظرته للأمور تتغير ويضيق صدره وتتلاشى أجواء التفاؤل من حوله فجأة، فيعيش أجواءً من الكآبة تقعده عن المفيد، فلا ينجز، وهذا كما أسلفنا القول، بسبب الانقلاب النفسي الداخلي الذي له أسبابه، وبالتالي يحدث الانقلاب الخارجي والذي يكون على شكل سلوك أو أفعال .
لا ينكر أحد القوة الضاغطة للمشاعر لا سيما السلبية إن هبطت على المرء. إنها مشاعر ضاغطة تؤثر بشكل واضح على سلوكياتنا سواء مع أنفسنا أو مع الغير. تجدنا لهذا أحياناً نثور لأتفه الأسباب أو ننفعل بسبب كلمة لا يقصدها صاحبها وربما يكون قد قالها مرات ومرات في مواقف مختلفة ولم نكن نعيرها أدنى اهتمام فلماذا الآن؟ السبب هو المزاج الذي تعكر.
ما يحدث لنا سببه واضح وبسيط هو أننا لم نتعود على مراعاة النفس والمشاعر أوقات الأزمات أو حاجة الجسم والنفس إلى الراحة والاسترخاء، وإنما تجدنا منهمكين في أعمالنا المادية التي لا بد أن ننتهي منها أولاً وإن كان على حساب صحتنا أو ظروفنا. والقلوب إذا كلّت ملّت. أي أننا تحولنا إلى آلات تعمل إلى أن ينتهي وقودها. وهذا بالاستمرار يسبب ضغطاً نفسياً رهيباً على القلب يكون أشبه بحفنات من الرمل تتراكم لتتحول بعد حين من الدهر إلى جبل من الرمال المتحركة، تتحرك مع هبوب رياح الحياة المتنوعة.

هذا هو موضوع الغد بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق