بادئ ذي بدء يجب أن نتفق ونعترف بأنه لا شيء يسمى (حظ). بمعنى أن الإنسان لا يجب أن يرجع نجاحاته أو إخفاقاته إلى ما اصطلحنا على تسميته بالحظ. فنقول عن إنسان ناجح في حياته العلمية والعملية بأنه إنسان محظوظ، أو نشير إلى آخر لا يخرج من عمل إلا والإخفاق نتيجته بأنه سيئ الحظ.
المسألة كلها يا سادة ويا سيدات، وكذلك يا آنسات، ترجع إلى الإنسان نفسه. أي لا علاقة للحظ بأي أمر يحدث له أو ينتج عن عمل يقوم به ، فإن النجاح أو الإخفاق يعتمدان على مدى ما يقوم به المرء منا من عمل متقن ودقيق وبجودة عالية.. فالمسألة إذن قانون حياتي لا يعترف مطلقا بمكانة الشخص أو عمره أو جنسيته أو غيرها من أمور نضعها في الحسبان ونحن نشير إلى هذا بالناجح والمحظوظ أو ذاك بسيئ الحظ.. هذا القانون يسري على الجميع ومفاده بكل وضوح إنه كلما أتقنت عملك كلما نجحت فيه وحصدت ما ترمي الوصول إليه.
لا تقل بأن أحدهم لا يتقن عمله ولكنه ينجح أو يشتهر أو يكسب المال.. لا يمكن أن يحدث ، وإن حدث فإن هذا النجاح مرحلي مؤقت ، بمعنى أنه لن يستمر هكذا على الدوام ، إذ مع مرور الزمن ستكون النتيجة النهائية مروعة غير سعيدة.
الباحث عن الكسب السريع والثراء من خلال الاتجار بالأسهم مثلا دون دراية كافية وعلم واستشارة وإنما من باب ، مع الخيل يا شقرا، قد يكسب مرة ومرتين وثلاث ولكن سيخسر مرات أخرى أكثر ، بل خسارته ستكون محزنة.. وبالمثل من يطمح الوصول إلى منصب كبير، ليس بالإتقان في العمل، ولكن عن طريق المراوغة والمجاملة والغش والاحتيال والوساطات ، فهذا قد يحقق مراده ، ولكنه سرعان ما ينكشف ويخرج من اللعبة، وخروجه سيكون مؤثرا حزينا.
انظر إلى لاعبي ألعاب القوى وكيف أن أحدهم يبذل من الجهد الشيء الكثير لأجل تحطيم ثانية من الزمن في لعبات السرعة أو سنتيمترات قليلة في ألعاب القفز والوثب .. تجد أحدهم يتدرب سنة كاملة وساعات طويلة وبإتقان شديد لأجل تحطيم رقمه الشخصي أو رقم من هو أفضل منه لينجح ويكسب ويشتهر، فأين الحظ في مثل هذا النجاح؟ هذا مثال واضح لما يجب أن يكون عليه أي أحد منا يطمح إلى النجاح والفوز والشهرة في الدنيا قبل الآخرة.
هل أتقنتُ في شرح الفكرة وإيصال المفهوم؟ أرجو إبلاغي بذلك في كلا الحالتين، نعم أو لا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق