حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين..
إن هذه العين القاتلة والتي لا تتقي الله ولا تخاف منه، تجعل في الوقت ذاته صاحبها لا يهنأ بعيش ولا يجد لذة ولا سعادة في حياته، ولو كان يملك أموال قارون أو أكثر!
معروف أن الحسد والحرص، كما يقول عبدالله بن المقفع، مترجم كتاب كليلة ودمنة المشهور، دعامتا الذنوب، فالحرص أخرج آدم من الجنة، والحسد نقل إبليس عن جوار الله.. والحسد هو أول ذنب عُصي الله به في السماء والأرض. فأما في السماء فحسد إبليس لآدم، وأما في الأرض فحسد قابيل لأخيه هابيل والقصتان معروفتان.
الحاسد حين يبدأ في ارتكاب هذه الجريمة النفسية البغيضة على المستوى الإنساني، فإنما يعترف بشهادة صريحة واضحة بدونيته وقلة قيمته، وهوان ذاته بين الناس.. إنه يخالف الفطرة السليمة والذوق الأسلم. إنه يسير عكس ما هو المفروض أن يكون.
تجد الحاسد إن فرح أحدٌ، تألم هو، وإن فاز أحد بجائزةٍ غضب، وإن منّ الله على عبدٍ بنعمة، صار يبغضه وكأنه يريد بذلك البغض أن يقول: لماذا أنعم الله على هذا الإنسان بتلك النعمة؟! وهو شأن يخص رب العزة، لا هذا الحاسد الهالك المتهالك.
السؤال الذي يدور في ذهن كل محسود حين يعلم ما يقع من حاسده أو الحاسدين بشكل عام: لماذا يحسدون؟ فإن كان الحسد لنعم الله عليهم، فليس لهم شأن بذلك، فإن هذا أمر يقرره رب العباد، وإن كان لمنصب أو نجاح في الحياة، فالميدان مفتوح لهم أيضاً ولا أحد يمنعهم من الدخول فيه والقيام بما يقوم به الناس.؟!
إن الإجابة على ذلك السؤال في حقيقة الأمر سهلة يسيرة على صاحب النفس الصافية الطيبة، لكنها بالطبع صعبة الفهم على الحاسدين.. إنه مرض بغيض على المستوى الإنساني، ونتائجه أبغض، والتخلص منه عين العقل، بل من الحكمة.
ولكن كم من أولئك الحاسدين يدرك هذا؟
الجواب بكل تأكيد متروك للحاسدين، وما أكثرهم حولنا.
المشهد المرفق للشيخ العريفي عن بعض مؤشرات الإصابة بالعين وكيفية العلاج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق