لا يوجد هناك فاشل أو ناجح في هذه الحياة .. هذه واحدة من حقائق الحياة
لماذا لا يوجد وحولك ربما عشرات الفاشلين ومثلهم من الناجحين؟ سؤال وجيه ، ومع ذلك أقول بأنه لا وجود لما نسميه بالفاشل أو الناجح.. لماذا؟
لأن
تلك الأوصاف والألقاب نطلقها نحن هكذا، كانطباع على الوجه الأغلب، دون عميق وعي أو كثير دراية أو إحاطة شاملة بكافة
جوانب الشخص ، الذي نطلق عليه اصطلاحاً لقب فاشل أو ناجح.
أجد أن الأمر فيه جانب نفسي كبير، وأحسبُ أن
قيام أحدنا بوصف شخص ما بالفشل إنما هو نوع من التشفي والانتقام أو رغبة في إلحاق
الأذى به، ليس أكثر.. ذلك أن المرء منا يدرك في قرارة نفسه قسوة الكلمة ووقعها
الشديد على السمع قبل النفس، وحين يلفظها أحدنا في وجه الآخر فإنه يدرك ويعي الهدف
منها، وهو إلحاق الأذى بالنفس ومحاولة كسرها بصورة وأخرى.
وسأضيف لك بعض التفاصيل..
المسألة حين نتوسع في فهمها والنظر إليها وباختصار شديد ، إنما تتعلق بالقدرات الموهوبة أو
المكتسبة. كيف؟ إن هذا الذي نصفه بالفشل، ربما لسبب وآخر، لم تمكنه الظروف حينها من
أن يكتسب قدرات ومهارات معينة للنجاح في مهمته، وبالشكل الذي كان عليه نظيره
الناجح في الطرف المقابل، الذي ربما توافرت له كل السبل لاكتساب مهارات وقدرات وتوجيهات
وإرشادات ، فأخفق الأول وفشل ، فيما أصاب التوفيق الثاني ونجح .
لهذا وكخلاصة للموضوع، أو الرسالة التي أرغب أن
أوجهها للجميع في موضوع الفشل والنجاح، هي أهمية وضرورة اعتبار مسألة النجاح
والفشل، مسألة حياتية مهمة من مسائل الحياة المتنوعة، تعتمد على كيفية فهم
واستيعاب القوانين الحياتية. إذ كلما سارت أمورك وفق تلك القوانين والمعادلات
الكونية، كان النجاح حليفك، فيما العكس صحيح دون ريب.
إذا كنت تبحث عن النجاح
في عمل ما، فلا بد أن يتوافر لديك عاملان مهمان. أولهما : النية الخالصة لأداء
العمل وبما يرضي الله ، الخبير والعليم بخفايا النفوس . ثم ثانياً : أن يكون العمل
صحيحاً، فإن غياب أي عامل منهما سيعني الفشل.. حيث لا تنفع النية الخالصة مع
عمل خاطئ ، ولا العمل الصحيح مع نية فاسدة.. فهكذا هي الحياة، تحتاج منك إلى فهم
عميق لها وأنت تعايشها؛ ولأنك بهذا الفهم ستسعد وتفلح بإذن الله، وفيما غير ذلك
الفهم، فأنت من سيتحمل نتائجه أكثر من غيرك ..
فهل وصلت الرسالة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق