
تعريف مبسط وموجز للعمل الخالص الذي به يرتفع
العبد ويرتقي عند الله. فكم من الأعمال تذهب سدى وتكون هباء منثوراً لأنها اختلطت
رغبات القائم بها ما بين إرضاء الخالق ورجاء ثوابه، وبين استلطاف خفي لبعض
المخلوقين، وكسب مرضاتهم في ذات الوقت، لحاجات بالنفس لا يعملها إلا الله. وقد قال
الفضيل في موضع آخر يشرح معنى الإخلاص وهو أن ترك العمل من أجل الناس
رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص هنا أن يعافيك الله منهما.

لكن الصوم هو العبادة الوحيدة التي يمكن اعتبارها كالسر بين الله وعبده أو
العبادة السرية الخفية، حيث لا يمكن للرياء والصوم أن يتوافقا. قد تجد من يصلي خشية
التأنيب أو يتصدق ليُقال عنه كريم، أو يزكي ماله ويتظاهر بحب الخير والمساكين أو غيرها
من أعمال، لكن أن يجهد الإنسان نفسه بالصوم حباً في رضا فلان أو تقرباً من علاّن،
فهذا لا يمكن أن يحدث.
أنت تصوم عن كل ما أمرك الله أن تمتنع عنه من المباحات، وفي مقدورك بالخفاء
أن تشرب وتأكل، ولكنك لا تفعل. لماذا؟ لأنك تعلم أنك تصوم لله وليس لأي أحد غيره،
وهنا حققت الشرط الأول للقبول وهو الإخلاص، فيما الشرط الثاني أن تصوم على الوجه
الذي أمرنا به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو أيسر من الأول، وتذكر دوماً
وأنت صائم على الوجه الصحيح، ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: قال
الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق