أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

وللماء ذاكــــرة !!

   آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه : " وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ". أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة - رضي الله عنه - قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني، وطابت نفسي، فأخبرني عن كل شيء، قال:" كل شيء خُلق من ماء". وحياتنا البشرية وحياة الحيوان والنبات تقوم على الماء، فهو الوسيط الوحيد، كما يقول الدكتور محمد النابلسي، الذي يحمل الأملاح والمواد الغذائية منحلة فيه إلى الكائن الحي، ولولا الماء لما كان على وجه الأرض حياة.. من منا يُصدق أنني وقفتُ عند رقمٍ أذهلني، أنه في كل ثانية حصراً وفي كل ثانية تمضي، يهطل من السماء إلى الأرض على مستوى الكرة الأرضية، ستة عشر مليون طن من الماء.. 

فالماء كما يراه العلماء هو المكون الأساسي في تركيب مادة الخلية التي هي وحدة البناء في كل شيء حي، سواء كان نباتاً أم حيواناً، وهو عنصر لازم وفعال فيما يحدث من تفاعلات تتم داخل الأجسام، فهو إما وسط أو عامل مساعد أو داخل في هذا التفاعل أو ناتج عنه، أي إن له صلة بالعمليات الحيوية بصورة وأخرى، مما يفيد بأهمية هذا العنصر في الأجسام الحية.


    ما أريد أن أتطرق إليه اليوم هو ما تحدث بعض الباحثين وما زالوا، عن حقيقة علمية ما زالت قيد الأبحاث والدراسات، خلاصتها أن للماء ذاكرة، تخزن كل المعلومات التي تجري حول الماء، الذي يتأثر بالصوت والمغناطيسية، والحرارة، والبرودة، والضوء وغيرها من مؤثرات.. وإن أردنا تأصيل هذه الحقيقة، فإنها تبدو لي واضحة جلية في ثقافتنا الإسلامية، حيث وردت آيات وأحاديث حول الماء وأهميته ونفعه في مسائل الاستشفاء والتداوي والعلاج بالقرآن الكريم، وقد جاءت أحاديث كثيرة في ذلك تؤيد وتدعو إلى استخدام الماء كوسيط لذلك، انطلاقا من قوله تعالى" ونُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"


  لو تأملنا قليلاً ها هنا في مسألة التداوي بالقرآن، واستخدام الماء كوسيط جيد لحمل ما في الآيات القرآنية من العلاجات بإذن الله إلى خلايا الجسم المتأثرة بمرض أو علة ما، فإنه يمكن الأخذ بحقيقة أن للماء ذاكرة، وقدرة هذه الذاكرة على التخزين وبالتالي تأثير المعلومات المخزنة على الوسط الذي يدخل إليه الماء أو العمليات الحيوية التي يكون للماء دورٌ فيها أو صلة.. (وسنتحدث بشكل مفصل عن هذه الجزئية في مقال قادم بإذن الله).

   كان السلف الصالح يستخدم الماء في التداوي والاستشفاء عبر قراءة آيات محددة من القرآن على الماء، ومن ثم شربه أو الاغتسال به، والنتائج الإيجابية لذلك العمل، من بعد إيمان ويقين تام لا يتزعزع، أن الشفاء بيد الله، وإنما التداوي بالماء والقرآن، وسيلة وسبب لتحقق الشفاء المرجو من عنده سبحانه.

   يقول ابن القيم الجوزية : ".. ولقد مر بي وقت بمكة، سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها - أي الفاتحة - آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مراراً، ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرتُ أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع".  ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " أما كون القرآن يُكتب في إناء ويُصب عليه الماء ثم يروج ويشربه الإنسان، فهذا فعله السلف رحمهم الله، يكتبون في إناء للزعفران آية الكرسي، المعوذات وشيئاً من القرآن ثم يُصب عليه الماء، ويروج هكذا باليد أو بتحريك الإناء، ثم يشربه الإنسان فهذا فعله السلف، وهو مُجرب عند الناس، ونافع بإذن الله" .


   رسالة من الماء ، كتاب لباحث ياباني يدعى «ماسارو أموتو»، أورد فيه نتائج بحثه حول ذاكرة الماء، وأن الماء يختزن في داخله كل الأحداث التي تجري حوله.. حيث قام بتجارب على الماء، فجاء بقطرات ماء وأخضعها لترددات صوتية مختلفة، ولاحظ الدكتور ماسارو أن ترتيب جزيئات الماء يتغير مع تغير الترددات الصوتية، ولم يكتف بذلك، بل جاء بماء زمزم وأخضعه لفحص دقيق، ووجد أن هذا الماء متميز عن أي ماء آخر موجود على سطح الأرض! ولم يكن ذاك التميز لزمزم هو الأمر العجيب في بحثه واكتشافه، بل في ذاك التفاعل الرهيب لماء زمزم مع الذبذبات الصادرة عن قراءة القرآن عليه. حيث وجد أن هذا الماء بدأ يتشكل بأشكال هندسية رائعة في الجمال حين تمت قراءة البسملة عليه، إضافة إلى اكتشاف آخر لاحظه بخصوص ماء زمزم، هو اكتساب أي ماء آخر خصائص ماء زمزم إذا أضيف إليه. 


   علمياً، هناك أبحاث عديدة أجريت وما زالت تُجرى على الماء في أماكن متعددة من العالم، أبرز نتائجها أن الماء يتأثر بكل ما يلامسه من مؤثرات خارجية كالصوت والضوء والحرارة وغيرها من المؤثرات، التي تعمل على تغيير الشكل العام للجزيئات والخواص الفيزيائية الخاصة بالماء، مما يجعله ينتقل -أي الماء- بكل سهولة ويسر إلى ما يسمى بمادة « السيتوبلازم » الموجودة بالخلايا، حاملاً معه الطاقة التي تم تزويده بها عن طريق تلك المؤثرات الخارجية، مما يؤدي إلى تأثر تلك الخلايا، وبالتالي تأثر كل أعضاء الجسم. هل يعني هذا أن مياه الآبار تختلف خصائصها وتأثيراتها على جسم الشاربين منها، عن مياه الأنهار أو العيون أو مياه البحر المحلاة؟ وهل شرب ماء مخزن على قمة جبل، حيث الهدوء والسكينة، يختلف عن ماء مخزن في موقع ما بمدينة مزدحمة بالبشر والسيارات والآليات، حيث الضجيج والتلوث الصوتي؟


 وحول هذه التساؤلات والاستفسارات وتفاصيل أخرى عن ذاكرة الماء، سيكون مقالنا القادم بإذن الله.. فإلى اللقاء.