أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأحد، 21 نوفمبر 2010

لا تحمل قرداً على كتفك !!

   عملت لفترة من الوقت مع تربوي من نيوزيلاند، وكان كبيراً في السن يحمل خبرات حياتية كثيرة، وكان قد اعتاد في كل مرة يراني منهمكاً في حل مشاكل الآخرين، أن يردد عبارة يبدو أنها معروفة في الغرب تقول : لا تحمل قرداً على كتفك فإن ما على كتفك من قرود يكفي!

   القرد كما يعلم الجميع حيوان مزعج.. تصور نفسك تحمل قرداً على كتفك، هل تظن أنه سيكون كالشاهين هادئاً متوازناً؟ بالطبع لا، إنه يظل متحركاً غير مستقر، مسبباً لك إرباكاً وقلقاً مستمرين. ومن هنا جاءت العبارة.

 ولكن ما هي تلك القرود التي نحملها على أكتافنا ؟

   الخوف من المستقبل قرد كبير يعيش على أكتاف غالبيتنا، ومعه قرود كثيرة هي القلق والتوتر والشعور بالذنب والخوف من مشاكل العمل ومن رئيس العمل، مشكلات البيت والأهل والأولاد والمدارس والمجتمع، ومشكلات الصحة والمال، والأماني والتطلعات، إضافة إلى أشياء كثيرة ترغب في التحكم بها ولا تستطيع، وغيرها كثير كثير.. إنها فعلاً قرود تعيش على أكتافنا ولا تجعلنا نهنأ بعيش إن تركناها تسرح وتمرح دون ضبط وحزم وجرأة في التعامل. 

   تلك القرود مثلما هي مزعجة ومسببة للتوتر، فهي كذلك لا تدع لك وقتاً أو فسحة من الزمن للتفكير البناء الإيجابي. إذ كلما هممت بتفكير معين من شأنه معالجة أمر ما بشكل إيجابي، أو أردت أن تدفع بعقلك ليبدع في أمر ما، إلا وجدت قرداً يزعجك ويربك تفكيرك.  

  تريد أن تخطط مثلاً لحياة أفضل لك ولعائلتك، فإذا قرد الخوف من المستقبل يقفز من على كتفك ليذكرك بأن مستقبلك مجهول ويبعث في نفسك مشاعر الخوف والحزن والقلق.. تريد أن تعمل ولكن تجد نفسك تمل ذاك العمل بسرعة، وهذا يعود إلى قرد يحاول أن يبث في نفسك عدم جدوى ما تقوم به، وهكذا هي القرود تعمل.. ولكن كيف أعلم أنني أحمل قروداً على كتفي؟

   إذا وجدت نفسك تحمل مشاغل وهموم ومتاعب الآخرين، فثق أن عدداً من القرود على كتفك. وإذا وجدت نفسك تغضب بسرعة وتتفوه بكلمات نابية دون شعور، فاعلم أن قرداً يفقدك السيطرة على أعصابك ويخرجك عن صوابك. وإذا وجدت نفسك مهموماً متثاقلاً في الخطى، فاعلم أنك تحمل قرداً ثقيلاً وكبيراً على كتفك.. 
  
  لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه الآن بعد الحديث عن كل هذا الكم من القرود.. كيف لي أن أتخلص منها وإلى الأبد، وأجعل كتفي وظهري كما هما، لا يحملان قروداً ؟

هناك 4 تعليقات:

بدون تعليق يقول...

شلون نطير هالقرود ؟

متابعين

almuhanadi يقول...

جعلتني افكر في الأجابة على هذا السؤال الأخير الذي طرحته في النهايه ..

هذه القرود فعلا ً مزعجه وفعلا مربكه ,, لكن هي اختبارات وتحديات وضعها
الله تعالى لنا جميعـا ً .. فهو الذي اخفى المستقبل عنا وهو الذي وضعها في محك
القدر , اما ان يكون خيرا ً او شرا ً ..
فنحن نؤمن بهذه الأمور ولا نستطيع مخالفتها .. فهي اشياء غيبيه لا يعلمها إلا الله سبحانة.

كل ما علينـا فعله في هذه الحياة هي التقيـيـم الفردي للنفس
ومعرفه الرغبه والشغف المتمكن من تحركاتنا ..
ورسم رؤيتنا وتخيلها قدر المستطاع والمساهمه الفردية في تحقيق او تكوين هذه الصورة على ارض الواقع

كل الذين يحصلون على الأمور التي ارادوها , تعبوا وتلعثموا , وفكروا وشقوا الحجر
واكلوا الخبز اليابس ! ..

اخذتهم امواج الأقدار والأختبارات الصعبه والمشكلات المعقده والتنبؤات الخاطئة
للمستقبل يمينا ً ويسارا ً .. فنحن لا نسيطر إلا على حاضرنا , ..
ونحاول بقدر المستطاع رسم خططنـا حتى نحاول السير على خطى ثابته ..


من المهم في هذه الدنيا ,, ان تكون رؤيتنا واهدافنا وما نريد الوصول إليه
مسطر على اوراق غير قابلة للأنحناء .. واقلام تكتب ذهبا ً ..
حتى نقدر ما وضعناه , ونحاول الوصول إليه لأنه قيم بالنسبه إلينا ..
مهما ساءت الأحوال , ومهما صعبت الضروف ...
ففي النهايه .. !

القدر مكتوب لك ولي ولجميع البشر اجمعين ,..

التوكل على الله سبحانه اساسنـا وعزوتنا وطريقنا للخير الكبير ..

سبحان الله


تلميـذك ..

محمد المهندي

almuhanadi يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
almuhanadi يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.