المسؤول الأمني في إمارة دبي ، الفريق ضاحي
خلفان ، الذي اكتسب شهرة سريعة ومتابعين كُثرفي تويتر ، وكل متابع ينشد أمراً من متابعته له
، بدا وكأنه في اليومين الماضيين قد زاد في المكيال وتخطى الحدود المسموحة له
بالتغريد ، ووصل حداً لا ينبغي تركه وشأنه ، لأن المسألة وصلت الى حدود سيادة
الدولة ، وهي من الأمور غير المقبول العبث بها ، التي تجدُ الدول عادة تبذل ما في
وسعها وما تملك في سبيل عدم المساس بسيادتها بصورة وأخرى .
الفريق ضاحي يبدو أنه استسهل في
التغريد الوصول الى حد التشكيك بتاريخ الدولة، وبدأ يردد نغمة قديمة استخدمها
الرئيس العراقي الأسبق وجاءت بالدمار على العراق الى يومنا هذا ، حين قال في معرض
تبريره لاحتلال الكويت ، أنه بمثابة إعادة الفرع الى الأصل .. وهذا ما قام يردده
الفريق الأمني في إمارة دبي ، الفريق ضاحي ، واعتبر قطر فرعاً من أصل ويقصد بالأصل
مشيخة أبوظبي !
لا نريد الدخول في تفاصيل ونتعمق في التاريخ ،
فإن للتاريخ أهله، لكن أن يثير مسؤول أمني مثل هذه الموضوعات ذات الحساسية البالغة
والمؤثرة في العلاقات السياسية بين الدول ، وقد انتهت الدول من مسائل الحدود وتم
رسمها واعتمادها وفق قوانين واعتبارات دولية معروفة ، فإن في الإثارة فقط ، الكثير
من التساؤلات ..
لماذا يثير مسؤول أمني رفيع
المستوى ، قضية حساسة مثل الحدود والأصول والفروع ؟ هل إثارته تلك ، استمرار لحملة
تصعيد متدرجة ضمن توجه الثلاثي الخليجي بالتصعيد ضد قطر ، ويلعب هذا المسؤول الأمني
دوراً في بث الرسائل الواحدة تلو الأخرى عبر وسيلة شعبية إعلامية مثل تويتر ؟ أم
أن هذه الإثارة جزء من تغطية إعلامية على مشكلات أخرى داخلية ، بحيث يتم عبرها
توجيه الأنظار الى الخارج من خلال سيناريو صناعة عدو وهمي ، ليكون هذا العدو
بالتالي ، مشجب تُعلق عليه الإخفاقات والانتكاسات ، كلما انتبهت الشعوب إلى
مشاكلها الداخلية ؟
لنكن أكثر وضوحاً ..
لا يمكن تفسير ما يقوم به هذا المسؤول الأمني تجاه دولة قطر ومن قبلها دولة
الكويت ، وبشكل مستمر مع تركيا ، سوى أنه جزء من لفت الأنظار الى خارج بلده ، نظراً
لوجود مشكلات وتوريطات سياسية معقدة كلنا يدري بها ، ويريد بذلك ، مدفوعاً من جهات
أعلى ، إشغال الشعوب الخليجية بقضايا هامشية أو مختلقة ، كيلا تلتفت الى قضايا
جوهرية حساسة وأهمها على الإطلاق دعم الانقلاب في مصر والتورط في الوقوف معه
والاستمرار الإجباري معه الى نهاية غير معروفة ، إضافة الى قضية الجزر الثلاث
المحتلة وغيرها من أزمات داخلية وخارجية هنا وهناك .
الخارجية القطرية لا أظن أنها تتجاهل هذا الأمر
المستهجن ، لكن حتى لو كنا في قطر نتخذ مبدأ إتاحة المجال للآخرين انتقادنا ، فإن
المسألة حين تصل الى انتهاك حريتك والتعدي عليها ، فلابد حينها من اتخاذ ما يلزم
لمنع ذلك ووقفه على الفور ، فقد يُفهم السكوت أحياناً بشكل سلبي يشجع على التمادي
والاستمرار ..
والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل .