الإنسان
منا عبارة عن كتلة متحركة تحوي مجموعة من الكيميائيات
والمزاجيات المتقلبة. لا يبقى أو يستمر على حال واحدة مهما طال الزمن. ولأنه كذلك،
تراه غير مستقر في حياته بشكل عام، وإن بدا عليها الاستقرار الظاهري. عدم
الاستقرار الذي أعنيه، إنما يظهر جلياً وواضحاً في ذاك التذبذب الحاصل في قراراته المختلفة
وعواطفه المتنوعة أو حتى تفكيراته وتأملاته.. وهذه حقيقة لا بد أن نتنبه لها ونسلّم
بها كذلك في مدرسة الحياة هذه.
قد تقوم من
نومك صباح يوم من الأيام، وأنت في غاية من الرضى والسعادة، سواء عرفت مصدر تلك
السعادة والرضى أم لم تعرف، فهذا الأمر في مثل ذاك الوقت لا يهم كثيراً بقدر أهمية
النتائج، التي تعيشها والمتمثلة في حالة شعورية من الرضى والفرح تجتاحك.
لكن ما إن تبدأ
عجلة الحياة بالدوران حولك، وتنخرط في أعمالك وشؤون حياتك، حتى تجد الحالة التي
بدأت بها يومك، قد بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً، وربما دخلت عليك مشاعر أخرى على
النقيض من الصباحية، فترجع نهاية اليوم وقد اعتصرك ألم، وامتزجت به مشاعر أخرى من
الحزن أو الأسى أو الخوف والقلق، وربما ها هنا لا تدري مصدر تلك المشاعر، أو تدري
عن بعضها، لكن الأهم من ذلك أن تجد طريقة للتخلص من هجوم تلك المشاعر، التي قد
تفسد عليك نهاية يوم كنت تتوقعها سعيدة كما بدايتها.
الأمر ليس
بالمستغرب ولا يجب أن يكون كذلك، للاعتبار الذي بدأنا به الحديث. إذ طالما نحن
كائنات حية عاقلة متغيرة بحسب فطرتها، وفي عالم متغير وحياة لا تعرف للخلود معنى،
فإن مثل هذه الحقيقة توضح وتفسر لنا الكثير مما قد يشكل علينا فهمه في حينه،
وتقلّب المشاعر والأمزجة واحدة منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق