مرة أخرى أحب أن أتعرض لهذا الموضوع، الذي
أرى أهميته وأرى خطورته وبالتالي ضرورة التنبيه المستمر بالتعامل الواعي والحكيم، مع مسألة تمرير المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، التي تزداد انتشاراً
واتساعاً بين الناس .
إن ذلك التمرير
البريء للمعلومات من منطق " انشر ولك الأجر " دون وعي تام بما يتم نشره ، واحدة من مشكلات عالم الإنترنت الذي نعيشه اليوم.. إن ثقافة
التمرير وأبسط توضيح لها، هو ما نقوم به
جميعاً من تمرير رسائل تصلنا عبر هواتفنا الذكية ، بعد أن نجد المحتوى مثيراً
وعجيباً ، فنقوم بكل سهولة ويسر وبراءة بتمريرها إلى زميل أو صديق أو أحد من الأهل
والأقارب، سواء في نفس البلد أو خارجها أو أي موقع بالعالم وفي غضون ثوان معدودة.
الإيجابية الطيبة في ثقافة التمرير أو الريتويت بلغة تويتر أو
برودكاست بلغة الهواتف المحمولة ، أن أحدنا يتذكر أصدقاءه وأحبابه حين تصله رسالة
فيها موعظة أو نصائح طبية أو فكاهة أو علم جديد أو تنوير أو تثقيف، فتحثه نفسه على
تمرير الرسالة إلى من يعرفهم، فيظل بهذه الطريقة وعبر وسائل الاتصال الحديثة على
تواصل معهم حتى إن كان لا يراهم أو يتواصل معهم لا بصوت ولا بصورة ، فهي طريقة
جميلة للتواصل وربما أفضل من عدم التواصل
نهائياً أو التواصل بين كل حين من الدهر طويل ..
لكن المأخذ على هذه الطريقة أو هذه الثقافة هو
التسرع في الإرسال وعدم التثبت من صحة المعلومات والمحتويات، خصوصاً إن كانت
المحتويات دينية أو صحية أو أمنية إذ إنه
كثيراً ما تصلنا رسائل تحتوي على معلومات غير دقيقة وأحياناً غير صحيحة، فنقوم
بتمريرها بحسن نية ، فنساعد على نشر معلومة مضللة أو إشاعة أو ما شابه ، حتى إذا
ما قمنا بعد ذلك بالتأكد من عدم صحتها،
تكون الرسالة قد انتشرت ووصلت إلى الآلاف في غضون دقائق معدودة !
المسألة إذن تحتاج إلى شيء من الصبر وشيء من الدقة قبل أن يضغط أحدنا زر
التمرير، لأمرين لا ثالث لهما؛ أولاً أن نحافظ على إيجابيتها كوسيلة تواصل فاعلة
سهلة ومرغوبة، وثانياً كي لا نفقد الثقة في رسائل بعضنا البعض .. واحسب أن الجهات
ذات الاختصاص مطالبة بتكثيف حملات التوعية والتنوير بشأن هذه الثقافة الجديدة
المصاحبة لانتشار الانترنت ، حتى لا تتحول هذه الوسيلة الرائعة من نعمة إلى نقمة
.. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق