إن عدواً لا يتوانى لحظة في قتل الأطفال والنساء والعجائز، ويهلك الحرث
والنسل في كل موقع ينزل فيه، استناداً إلى نصوص توراتية محرفة ، لن يتردد لحظة في
قمع واسكات الصوت شبه الوحيد في هذا العدوان ، الذي منه يعرف العالم كله ما يجري
في غزة من وحشية وجرائم حرب .
حين يرد اسم الجزيرة ، فإنه على الفور يقترن بقطر ، فما يصيب الجزيرة من
اساءات واعتداءات وتجاوزات ، تنال قطر كدولة وحكومة وشعب بالمثل وربما أكثر،
سواء من الصهاينة المحتلين العسكريين أو من صهاينة العرب ، الذين ظهروا كجراثيم معدية وينتشرون من المحيط إلى الخليج على شكل رموز إعلامية وفكرية وسياسية وأحياناً
دينية وللأسف .
لولا الله ثم الجزيرة ما عرف العالم كله ، شعوباً وقبائل ومؤسسات ودول
بالذي يجري في غزة الصامدة . نعم هناك وسائل إعلامية أخرى تنقل ما يحدث ولكن من
باب العلم بالشيء ، لكن أن تدخل في تفاصيل الحياة اليومية للغزاويين وتنقل مآسيهم
ومشاعرهم وآهاتهم بالصوت والصورة ، فهذا أمر ليس له إلا الجزيرة .
ليس هنا المجال لمدح الجزيرة ، بقدر ما هي وضع لنقاط فوق حروف ، حين أراد
البعض لتلك الحروف أن تكون بدون تنقيط ، كي يسهل عليهم تفسيرها بالطريقة التي
يشاؤون !! لكننا هنا نقول بأن الجزيرة
ورغم بعض سلبياتها التي لا تخلو أي وسيلة إعلامية منها ، إلا أنها مقارنة بغيرها
من وسائل الإعلام العربية ، أشبه بمن يقارن الثرى بالثريا ، خاصة وقد اتضح هذا
الفارق في الأزمة أو العدوان الصهيوني الحالي على غزة وأهلها الصامدين .
حفظ الله الجزيرة من كل سوء ، وحفظ قطر ، حكومة وشعباً ومن فيها .. وظني أن
مثل هذه المواقف للحكومات أو المؤسسات أو الأفراد ، ستظل الشعوب تتذكرها وتحفرها
في القلوب والعقول ، فما الحياة الدنيا إلا مجموعة مواقف ، وما أجمل أن تكون
إيجابية بنّاءة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق