البيت دوره مهم جداً،
ولا يشك في ذلك أحد، في مسألة بناء الإنسان، وليس أي إنسان.. هذا البيت دوره مؤثر
وفاعل كبير في رفع أو خفض شأن أي أحد من أفراده.
حين يجد فرد في بيته كل تشجيع ورفع شأن من أبويه وإخوته على كل
صغيرة وكبيرة من الأعمال الطيبة الإيجابية، ويتم بث روح الشجاعة فيه وإطلاق أوصاف
الإبداع والامتياز على أعماله، فهذا لا شك يؤدي إلى تأثر الشخص بتلك الأجواء
والمشاعر بشكل إيجابي، ويدفعه إلى أهمية أن يكون عمله مجوداً وممتازاً لا يقبل
درجة أقل.. وهكذا ينشأ شخصاً معتزاً بذاته، يحترم نفسه وشخصيته، ويخرج واثقاً من
نفسه إلى المجتمع، وتكون النتيجة إيجابية عليه وعلى المجتمع الذي يعيش فيه،
والنتيجة أن الطرفين مستفيدان.
لكن على العكس من ذاك، حين ينشأ فرد آخر في بيت لا يعترف بجهوده،
بل حتى بوجوده، ويتم تحقيره والتقليل من شأنه، والتعدي عليه بالإهانات والشتائم،
فإنه دون شك سيتبنى ما يصدر بحقه، ويبدأ يعتقد في صحة ما يسمعه وما يُقال عنه، فلا
يمكن أن يكون الجميع على خطأ وهو المصيب الوحيد!! فتكون نتيجة ذلك المعتقد أنه
يبدأ هو نفسه في تحقير ذاته أيضاً وينشأ على هذا سنين طويلة، حتى إذا ما خرج إلى
المجتمع وجدته إنساناً سلبياً لا يعترف بوجوده، ودائم التقليل من شأنه وفاقداً
للثقة، وبالتالي لا يتمكن من إنجاز ما يوكل إليه من عمل.. ولسان حاله يردد:
ألستُ الشخص غير المنتج وغير القادر على فعل شيء ؟
خلاصة الحديث : بيوتنا هي الأساس في النشأة الأولى
لأفراد المجتمع، وكلما ساهم البيت بايجابية كانت النتائج بالمثل، والعكس صحيح دون
أدنى شك.. وهذا ربما يدعونا إلى إيلاء بعض الاهتمام بالمحاضن الأولى للتربية
والمصانع المتخصصة في صناعة البشر، فهل نفعل؟ أرجو ذلك.