أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 22 مايو 2014

هذا هو القائد الحقيقي

  القيادة فن قبل أن تكون إدارة . وليس كل أحد يقدر على القيادة ، لأن هناك صفات معينة لابد أن تتوفر في القائد حتى يمكننا اطلاق كلمة قائد عليه ، من تلك الصفات،  الثقة بالنفس كأهم  ومن ثم القدرة على اتخاذ القرار وتحمل مسؤولية ذلك وفي الوقت المناسب ، إضافة إلى  تميزه بالرؤية البعيدة والأفق الواسع ورحابة الصدر ، وهي كلها صفات لا تتوفر في غير القادة .
   
  يمكننا أيضاً إضافة إلى ما سبق من صفات ، أن نعتبر العمل المستمر وعدم الركون إلى الدعة والهدوء وتجويد العمل والإبداع فيه ، صفات أخرى .. يضاف إلى كل تلكم الصفات أيضاً ، قلة الكلام لأنها دلالة على أنه إلى الفعل يميل ، ويتجنب القال والقيل ، ولأنه يؤمن بأن قلة الكلام المصحوب بهدوء رزين ، باعث على التأمل والتفكر ، وبالتالي ضمان لصناعة قرار جريء واتخاذه في وقته المناسب .

  
   القائد الحقيقي يمتلك مهارة كسب الآخرين الذين معه بجميع درجاتهم ووظائفهم . تجد الكل يحبه مثلما هو يحبهم ، وتجده يحب الخير للجميع ، لا يؤذي ولا يحسد ، ويقدر ذوات الجميع ويحترمها . الجميع سواسية عنده ، لا فرق بينهم إلا بالعمل الجاد الإيجابي النافع . يسمع وينصت للجاد المخلص ، ولا يلتفت كثيراً لمن صوته يسبق عمله . 

  إن القائد يثق في قدراته  ويدرك تماماً قيمة العمل الجماعي أو العمل بروح الفريق الواحد،  فتراه بسبب ذلك يستشير هذا وذاك ، ويسأل الصغير والكبير ، ويستفيد من خبرة وعلم كل من معه ، فلعل أحدهم يكون مفتاح الإبداع معه دون أن يدري ، فتكون مهمته كقائد أن يتعرف عليه ويتعاون معه لفتح مغاليق الإبداع ، ليكون الاثنان سبباً في أي نجاح إن حدث ، ولا ينتهز الموقف والمنصب ويستولي على النجاح ، بل يشارك الجميع فيه ، لكن تجده  ينفرد بمسؤولية أي إخفاق قد يقع .. فالخير عنده يعم ، فيما الشر يخص ، وهنا الخصوصية يرجعها إلى نفسه كقائد ، ويعتبر الفشل فشله هو أولاً قبل غيره ويعتبر نفسه المسؤول الأول عنه ، على عكس ما هو سائد في كثير من مؤسسات العمل ، أو في كثير من مواقف الحياة بشكل عام ..