أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 24 أبريل 2014

وجه الشؤوم بلير وقد ظهر من جديد ..


    رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ، بعد أن طار ودار وسعى إلى خراب العراق ومن قبله أفغانستان بمعية الأمريكان ، وشجعهم على فكرة غوانتانامو وجلب على بلده تفجيرات لندن الشهيرة بسبب حماقاته السياسية ، يأتي اليوم ليواصل شؤمه على الإسلام والمسلمين أينما كانوا ، بدءاً من بريطانيا !

  في محاضرة له بالأمس - 23/4/2014  كانت تدور حول نقطة جوهرية أساسية هي " معاداة الإسلام " وإن لم تكن بشكل مباشر ، وذلك بدعوته العلنية لأوروبا وأمريكا ضرورة وضع خلافاتهم مع الصين وروسيا جانباً ، لأن الوقت ليس وقت الاختلاف مع تلك القوى ، بل ضرورة توحيد الجهود والقوى لمحاربة ما أسماه بالإسلام السياسي .. لماذا ؟ يجيب بلير : للمحافظة على " مصالحنا " المشتركة !!

   حين يقول الاسلام السياسي ويخلط الأمور عبر الإشارة إلى بعض " المتطرفين " الاسلاميين بحسب زعمه ، فإنما القصد هو مواجهة ثورات الشعوب العربية التي غالباً لن تأتي فيما لو نجحت ، بغير الإسلاميين للحكم ، وفي ذلك الخطر الأكبر كما يزعم بلير على مصالح الغرب في البلاد العربية ، قبل أن تكون على أنظمة الحكم في تلك البلدان .

   لأجل النفط والتجارة والمصالح ، ليس مهماً عندهم أن يحيكوا المؤامرة تلو الأخرى ، يموت فيها من يموت  ، طالما أن الدم المسال ، دم مسلم .. ليست مهمة عندهم القيم والمبادئ التي لا يزالون يتغنون بها ، والتي تتعطل فجأة حين يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين .. ليس مهماً عندهم أي فوضى وأي فرقة في العالم العربي ، طالما أن مصالحهم الاقتصادية في مأمن ، يصلهم النفط والوقود اللازم لصناعاتهم دون أي مشكلات ، وطالما أن سفنهم تنقل بضائعهم إلى الأسواق العربية ، فلا يهم إذن بعد ذلك أن يموت الآلاف ، فإن عبارات التنديد والاستنكار والتألم والحزن على الموتى جاهزة معلبة ، وبعض وسائل إعلامهم تتولى المسألة فيما بعد لتهدئة الخواطر والاستمرار في خداع الشعوب ، وتمضي الأيام ..

     هذا هو وجه الشؤوم بلير ، يصول ويجول مرة أخرى ، وإن كنت لا أستغرب أن لتحركاته وتصريحاته ارتباطاً بقرار رئيس وزرائهم الحالي بخصوص دراسة فلسفة جماعة الإخوان المسلمين ، وهو الأمر المضحك حقيقة ، وكأنما بريطانيا تسمع بهم لأول مرة ، وهي التي تدري بالإخوان أكثر من نفسها وشعبها !! وعلى ذلك ، يستمر الصراع  إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا..