أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأربعاء، 12 فبراير 2014

هكذا التعامل مع الكريم

  من القصص الجميلة التي تروى عن حياة النبي الكريم موسى عليه السلام ، أن  صبياً جاءه يوماً يسأله أن يدعو ربه ليكون غنياً ، فسأله موسى عليه السلام هل تريد أن يغنيك الله في الثلاثين الأولى من عمرك أم تغنى في الثلاثين الأخيرة ؟

 احتار الصبي وأخذ يفكر ويحسب ويفاضل بين الخيارين، حتى اطمان قلبه إلى الاختيار الأول، وهو أن يكون غنياً في الثلاثين سنة الأولى من عمره، حيث أراد أن يستمتع بالمال والغنى في شبابه ، فدعى موسى عليه السلام ربه أن يغني الصبي كما طلب في الثلاثين سنة الأولى من عمره ، فاستجاب الله لدعوة نبيه ، حيث بدأت أبواب الرزق تُفتح للصبي إلى أن صار غنياً ثرياً فاحش الثراء  ...وكلما تقدم الصبي في عمره كلما ازداد ثراءاً وغنى ، وصار مشهوراً بحبه للخير ومساعدة الآخرين ، حيث كان مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ، يعين الغير على كسب أرزاقهم ويعاونهم في كسب قوتهم ويدعم تجارتهم وأعمالهم  إضافة إلى تعاطيه للخير ومعاونة المساكين والفقراء والمحتاجين ..   

   مرت الثلاثين الأولى من عمر الصبي ، ودخل في الثلاثين الثانية ،  وموسى عليه السلام ينتظر الأحداث أن تقع ويرى كيف يذهب الثراء عن الصبي تدريجياً ، لكن تمضي السنة والثانية والثالثة ولا جديد سوى أن الصبي الذي أصبح شاباً قوياً ، يزداد غناً وثراء !! فسأل الله بأن الأعوام الثلاثين الأولى قد انقضت، ودخل الرجل في الثلاثين الأخرى ، وهو يزداد ثراء ، فما الأمر ؟  فأجابه الرزاق الكريم وقال : وجدتُ عبدي يفتح أبواب رزقي لعبادي ، فأستحييت أن أقفل باب رزقي إليه.


   هكذا الخير وهكذا العطاء وهكذا الصدقة والمعروف .. أفعال إيجابية لا تنتج سوى الإيجابية وأحسن منها . وصنائع المعروف تقي مصارع السوء ، والصدقة تطفئ غضب الرب ، وما نقص مال عبدٍ من صدقة .. إلى آخر الآيات والأحاديث التي تحث على الخير والجود والإحسان . إنك حين تتعامل مع أكرم الأكرمين عبر تلك الأفعال ، فإنك تربح دنياك قبل آخرتك .. أليست هذه غاية كل مؤمن ؟