أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الثلاثاء، 7 يناير 2014

لنتحاور قبل أن نتطرف ..

  ما هو شعورك أو سيكون موقفك حين ترى أمامك جملة مشاهد مثل تسفيه الرأي وتجاهل الحقوق والتعمق أكثر من ذلك ليصل إلى تحقير الآخرين؟ لا شك أنه شعور مزعج.

  إن كل تلك المشاهد غير المقبولة للتعاملات البشرية البينية، هي بمثابة وقود للتطرف السياسي إن أردنا مزيداً من الدقة، وقس على ذلك حالات أخرى، كأن يتم تجاهل متطلبات النفس البشرية الفطرية سواء من قبل المرأة للرجل مثلاً أو العكس فإنه يتسبب في حدوث تطرف ما في إشباع الغرائز، وبالمثل حين يتم تسفيه المراهق وعدم الجلوس إليه والاستماع إلى ما بنفسه من مشاعر، فإنه يتطرف ويحطم التعليمات والأوامر الأسرية.. وهكذا الحياة مليئة بالنماذج الشبيهة وكلنا يعرفها.

  لا أجد مشكلة في نشوء التطرف في أي مجال حياتي، لأن ظهوره يعني وجود سبب. وهذا السبب حين أصل إليه سأكتشف أموراً أخرى لم تكن لتظهر لولا بعض مظهريات التطرف.. ومثلما لا أجد مشكلة في نشوء التطرف، فكذلك لا أجد ذاك الإشكال في التعامل معه بعد الظهور.

   حالات نشوء تطرف ما في مجال معين، لابد من تعامل ذكي وواع معه، فإن التعامل غير السوي أو الواعي مع تطرف ما، من الممكن أن يساعد على تضخم وتعملق التطرف أو الحالة المتطرفة، وبالتالي تصعب السيطرة والتوجيه.


   الحوار هو الأداة الأسلم لتجنب كثير من تلك المشكلات.. وثقافة الحوار لابد أن تسود المجتمعات العربية على وجه الخصوص، انطلاقاً من دين حنيـف يدعـو الـى الجـدال بالتي هي أحســن ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.. ) ، وما الحاصل الآن في مواقع كثيرة من العالم العربي إلا نتيجة غياب أو تغييب واضح لهذه الأداة المهمة الراقية في حياة البشر.. الأداة التي توصل إلى معرفة أهميتها الغرب، منذ أكثر من خمسين عاماً، فتجد شعوبهم أو الغالبية منهم لا تشعر بذاك القهر أو تلك الحاجة إلى الخروج على الدولة مثلاً من أجل أبسط الحقوق كما الحاصل في المنطقة العربية على سبيل المثال لا الحصر.. وديننا دين الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، فكيف يحدث كل هذا الكم من التطرف عندنا؟


سؤال يحتاج إلى شيء من التفاكر .

فهل نفعل؟