أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الأحد، 22 ديسمبر 2013

لا أحد يفهمني !!

  هل مررت بمواقف حياتية وجدت نفسك وكأنما تتحدث إلى نفسك، رغم وجودك بين جمع من الناس، تحدثهم في أمر ما ولكن لم تجد تفاعلاً منهم لا سلباً أو حتى إيجابا؟

  حاول أن تتذكر الآن مواقف من تلك التي أتحدث عنها، وكيف أن عدم فهم الاخرين لك سببت لك إزعاجاً بدرجة ما، وقررت ما قررت حينها. 
  
السؤال الذي يطرح نفسه ها هنا:

  لماذا لم يفهمك أولئك البشر؟ ولماذا وصلت بك الأمور إلى درجة الرغبة أحياناً في اتهامهم بعدم التقدير وقبل ذلك بعـدم الفهم؟ إنه لا شك يعود الى سبب مهم لابد من الالتفات إليه والانتباه قبل أن تسوء العلاقات.. إن السبب يكمن بكل اختصار في مسألة  تفاوت الأفهام بين البشر.
  
   أنت قد تعتقد في حديثك أنه سهل الاستيعاب والفهم، ولكن ما يدريك أنه كذلك عند الآخرين؟ لماذا تتوقع أن يكون الناس كذلك أو أنهم على نفس درجة الفهم أو التفكير التي أنت عليها ؟ لماذا لم تسأل نفسك غير ذلك من أسئلة؟ لماذا لم تتفكر في أنك قد تكون مختلفاً عن الآخرين في هذا الأمر لكي تستريح وتريح؟
  
   أنت تفهم أمراً ما بطريقة معينة، ويفهمه غيرك بطريقة أخرى، ويفهمه ثالث ورابع وألف بطرق مختلفة بحسب ثقافة كل طرف وإلمامه بحقائق الحياة وتجاربه الحياتية المتنوعة، وتأثره بالبيئة المحيطة والأفكار من حوله.. فليس عيباً هذا التفاوت، وليس محرجاً ومعيباً أو مغيظاً أن يفهمك الآخرون بطريقة غير التي تتوقعها أو تريدها.. والأمر قد يحدث معك أنت أيضاً وفهمك لهم بشكل لا يتوقعـونه أو يرغبونه.. وهكذا.
 
    إنَّ فهمنا لهذه الجزئية المهمة في "فكر التعامل مع الآخرين"، والتي تغيب عن الأذهان كثيراً في خضم أحداث وتفاعلات الحياة اليومية مع بعضنا البعض، سيساعدنا كثيراً في منع العديد من مشكلاتنا مع الغير أن تقع، والتي سببها ، كما أسلفنا قبل قليل، تلك الجزئية أو ذاك التفاوت والتنوع في الأفهام بين بعضنا البعض. كما أن الفهم الصحيح لجزئيات وتفاصيل الحياة الدقيقة المختلفة، يساعدنا كثيراً على المضي في دروبها باطمئنان ملحوظ محسوس، دون مشكلات أو احراجات، والتجربة خير برهان.