
نواصل اليوم ضمن السياق نفسه، ولكن حول مادتي
التاريخ والجغرافيا للمرحلة الابتدائية أيضاً. ذلك أن الملاحظ هو دسامة وكثافة المادتين
بالنسبة لطلاب الابتدائي، وما يتطلب منهم الكثير من الحفظ دون فهم ووعي كاف
للأحداث والأسماء والمصطلحات.
طالب هذه المرحلة يكفيه من التاريخ أن يدرس
السيرة النبوية الشريفة، بحيث تُقدم له بصورة واضحة مشوقة تكون أقرب إلى القصص،
دون التلويح باختبارات وامتحانات، كيلا يدرس السيرة لأجل الاختبار، وإنما ليستمتع
بها أولاً، فإن حدث ذلك وأحبها، فإنه ثانياً وتلقائياً يكون قد أحب خير الخلق محمداً
– صلى الله عليه وسلم – وأحب بالتالي الاقتداء به.

الأمر نفسه يسري على مادة الجغرافيا. إذ ليس
هناك من داع لإغراق طالب الابتدائي بكمٍ هائل من المعلومات الجغرافية، التي أحسبه
لن يدركها ولن يعرفها وإن حفظها عن ظهر قلب. يكفيه أن يتعرف على بعض جغرافية بلده
وبعض المحسوسات من حوله من طقس ومناخ البلد وما جاورها، ويمكن بعد ذلك التوسع في
علم الجغرافيا أواخر الإعدادية أو بداية الثانوية.
يكفي في وقتنا الحالي إعطاء الطالب بعض
المفاتيح وكيفية الحصول على المعلومات، سواء التاريخية أو الجغرافية على حد سواء،
بدل من الحشو والضغوطات التي تتسبب فيها المناهج الطويلة على المعلمين والطلاب، الأمر
الذي يدعو، والحال هكذا، إلى إعادة التفكير في تصميم المناهج التعليمية في عصر
المعلومات والاتصالات..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق