سرعة
التطورات والتغييرات الحاصلة من حولنا، تدفع بنا إلى المزيد من بذل الجهد البدني والفكري
على حد سواء. وهذا الجهد المبذول هو عبارة عن طاقة مستهلكة. ومع الاستمرارية على
المنوال نفسه، لابد لهذه الطاقة من نفاد. وحين تنفد الطاقة، فهذا يعني حدوث
الإنهاك والتعب.
التعب البدني المادي أمره يسير. فإن بعض
الراحة يمكن أن يكون حلاً مناسباً معقولاً. لكن إن وصل الإنهاك إلى النفس أو
الذهن، فهذا أمره غير محمود، وربما تنشأ عنه مشاعر من الإحباط أو ربما الاكتئاب،
وخاصة إن لم تتحقق النتائج المرجوة من الجهد المبذول في أي عمل.
الإحباط أو الكآبة التي تغمر أحدنا بعض
الأحيان، لابد من مقاومتها سريعاً وعدم الإبطاء في دفعها والتخلص منها سريعاً. حيث
يحذر الأطباء النفسانيون من هذه المشاعر وخطورة بقائها بالنفس الإنسانية، باعتبار
أنها عوامل هادمة هالكة، لا يرجى منها خير مطلقاً.
طرق التخلص من أجواء ومشاعر الكآبة التي تهبط
على أحدنا، كثيرة متنوعة. منها مصاحبة الإيجابيين المتفائلين من الناس، وتجنب
الانعزال السلبي أو مخالطة السلبيين والمتشائمين بأي طريقة، كواحدة من الطرق
المفيدة لمقاومة الإحباط، مع الأهمية بعد ذلك، القيام بمقاومة الأفكار المثبطة
للمعنويات، عبر القيام بعكس ما توحي به النفس أثناء تأجج مشاعر الإحباط والكآبة،
وعدم الاستسلام.
ثم أخيراً الاهتمام بصحة البدن كما يقول
الأطباء، عبر الغذاء الصحي أولاً ثم المحافظة عليه بالرياضة ثانياً، ولو بالقدر
اليسير المستمر، فقليل دائم خيرٌ من كثير منقطع. لكن الأنفع والأنجع دون أدنى شك، هي
ذكر الله والإكثار منه، إذ به تطمئن القلوب.
إنه من المناسب جداً في هذا السياق، ونحن نتحدث عن طرق التخلص من الكآبة، التذكير بدعاء
صاحب الحوت، النبي يونس عليه السلام حين نادى في الظلمات " أن لا إله إلا
أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "، فهو خير أدعية فك الكرب والتخلص من
المشاعر السلبية المحبطة الكئيبة، كما جاء في القرآن الكريم: ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق