
مع الانفتاح على العالم،
تعددت القدوات للناس وتنوعت، بحسب أعمارهم وميولهم وثقافاتهم وبيئاتهم المحيطة..
فما عادت القدوة في وقتنا الحاضر كما كانت في سالف الأيام، تلك الشخصية البارزة
الراقية المثقفة المهيبة، سواء كانت على شكل قائد عسكري أو رئيس دولة أو أستاذ
جامعي أو عالم دين أو غيرهم من قامات بشرية.
فاليوم بفعل تأثير وسائل الإعلام المتنوعة لاسيما المرئية
منها، ومؤخراً بفعل وسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت، تحول الرياضي إلى
قدوة، والممثل السينمائي كذلك والمطرب والمذيع التلفزيوني وغيرهم كثير كثير، الأمر
الذي يفيد أن القدوة اليوم لم تعد قاصرة على النوعيات القديمة التي ذكرناها آنفاً
مع هذا الانفتاح.. وهذا ربما يلقي بالعبء بعض الشيء على كل من يعتبره الناس قدوة لهم -
وإن كان بشكل غير مباشر - عبر الإعجاب والمتابعة واللهفة والرغبة في اللقاء معه أو
رؤيته ولو لدقائق، أن يكون عند حسن ظنهم وتوقعاتهم.

هذا الأمر يقودنا بالتالي إلى نقطة
أخرى مهمة، ونحن أمة حباها الله بآلاف القدوات منذ أن ظهرت على الأرض إلى اليوم
والصالحة للاقتداء الفوري، إلى أهمية أن ننشر سير قدواتنا السابقين، ونعرضها أحسن
عرض وفي أجمل صورة، على الأجيال الحالية.. وصحابة رسولنا الكريم أولى الناس بذلك
قبل غيرهم، إذ نجد فيهم الكثير ومن بعدهم التابعين وغيرهم من العلماء والقادة
والمفكرين ومن سار على دروبهم.
من يعرف من شباب اليوم أبي عبيدة الجراح وسعد بن أبي وقاص أو سعد بن
معاذ وخبيب بن عدي أو الحسن البصري والشافعي، أو غيرهم من السلف والخلف كثير، لا
يتحمل المقام المحدود هنا إلى حصرهم فضلاً عن ذكرهم؟ لن تجد سوى القليل ممن يعرف
تلك القامات البشرية!! على أنه في الختام ومن فضل الله علينا نحن المسلمين أن جعل
الله لنا خير خلق الله، عليه أفضل الصلاة والسلام، خير قدوة وأسوة: "لقد كان
لكم في رسول الله أسوة حسنة".. فمن كانت قدوته الرسول صلى الله عليه وسلم،
فهل يحتاج إلى غيره؟
والسؤال الأهم: كم منا من قدوته هو الرسول الكريم، صلى الله
عليه وسلم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق