أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

السبت، 22 أكتوبر 2016

دينكم الجميل

   اتصلت عجوز فرنسية غير مسلمة في شركة اتصالات تطلب خدمة معينة، فأجابت موظفة مركز الاتصال بأن الخدمة التي ترغبها السيدة العجوز لا تتوفر بالفرع الذي تعمل فيه، وإنما عليها الاتصال بالمركز الرئيسي ..

   لم تشأ العجوز أن تنتهي المكالمة سريعاً، بعد أن شعرت بأن الموظفة غاية في اللطف معها، وهذه من أساسيات الشروط الواجب توافرها عند  أي موظف يقدم خدمة للجمهور، أو تتطلب وظيفته التعامل مع الناس والزبائن، فإن هذه الثغرة هي الأهم، وأي خلل فيها من شأنها جلب المشكلات والخسائر لجهات العمل، وهذا أمر معروف لا يحتاج لكثير شروحات.


   نعود إلى العجوز التي طلبت من الموظفة الشابة أن تتحدث معها قليلاً، حيث أبدت الشابة عدم ممانعة وبكل سرور. ثم بدأت العجوز تسترسل في الحديث، خاصة بعد أن عرفت بخبرتها أن الشابة مسلمة ومن شمال أفريقيا. حيث بدأت من فورها كسب قلب الشابة عبر أحب الجمل والعبارات إليها، وهي السلام عليكم.

   تحية الإسلام حين تسمعها من آخرين، يكون وقعها على النفس رائعاً جميلاً تجذب الانتباه، خاصة إن كانت صادرة من نفس صافية رائعة، فكيف لو أنها صدرت عن شخص غير مسلم، كما حصل مع العجوز والشابة؟

بدأت تشرح العجوز معنى اسمها " إليز" ويعني المصطفى بالعربية، وأنها درست العربية في إحدى الجامعات ، ثم فاجأت الشابة بقولها: أنا لستُ مسلمة ولكن من كل قلبي أقول لك: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أن محمداً رسول الله ! وقالت ليس الجميع متعصبين – وتقصد المسلمين -  لأنها بعد أن تعلمت العربية، بدأت تقرأ في القرآن، وإن كان هناك شيء ساعدها فإنما هي سورة البقرة!

قالت للشابة المسلمة: لديكم دين جميل. فأنا أقرأ الانجيل وأشياء من البوذية والقرآن، وحين قرأت بأن الله لا يكلفك أكثر مما تستطيع أن تتحمله – وتقصد آية " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " ، ساعدني هذا كثيراً من بعد أن كنت يائسة ! 

   لاحظ أثر القرآن حين يتدبره ويفهمه أي إنسان حق التدبر والفهم، مهما يكن من الجهل أو العند والمكابرة. فحين تتشكل لدى المرء رغبة في الصلاح والهداية، فالطريق ميسرة واضحة بل تتيسر بإذن الله، وهذه العجوز مثال واضح رغم كونها غير مسلمة، فأين الراغبون في الصلاح والإصلاح؟         
       

ليست هناك تعليقات: