أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الخميس، 21 يناير 2016

الكون وهو يتمدد ..


   بحسب العلماء المشتغلين في علوم الفلك، أنه يولد 275 مليون نجم بشكل يومي في هذا الفضاء ، مما دفع بالعلماء من الغرب والشرق إلى إعادة النظر في مصطلح الفضاء الذي يطلق على السماء الدنيا ، بعد أن تبين لهم أن هذه السماء ليست فضاءً أو فراغاً كما كانوا يعتقدون ، بل مليئة مُحكمة البنيان ولا مجال لفراغ فيها !

   إن ذاك الرقم الرهيب لعدد النجوم التي تولد كل يوم ، دلالة على أن هذا الكون يتمدد ويتوسع كما ذكر ذلك القرآن في قوله تعالى ( والسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإنَّا لَمُوسِعُونَ ) .. وقد أطلق علماء الفلك كلمة فضاء أو space  على السماء لاعتقادهم أن الكون مليء بالفراغات ولكن تبين فيما بعد عكس ذلك تماماً ..


إذ كلما تطورت أبحاث علماء الفلك وتقدمت في استكشاف هذا المحيط الهائل من السواد فوقنا ،  وجدوا أن المجرات والمادة في هذا الكون ليست عشوائية لا رابط بينها ، وأن هذا السواد أو الفراغ إنما هو بناء دقيق مُحكم، أو هو أشبه بنسيج كوني cosmic web محكم البناء ومترابط بشكل مذهل ، مما دفعهم إلى تعديل المصطلح من فضاء إلى بناء أو  building ووجدوا كذلك أن المادة السوداء في السماء ما هي إلا عبارة عن جسور وروابط ، تجعل المجرات مرتبطة ببعضها البعض على هيئة بناء كوني هائل ومذهل مثل شبكة الانترنت التي نعرفها ، وهو ما أشار إليه القرآن في قوله تعالى ( الذي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ فراشًا والسَّماءَ بِنَاءً ).

   إن كان المرء منا يتوق فعلاً إلى ملء قلبه بالإيمان عبر التأمل والتفكر، فليرفع رأسه إلى السماء الدنيا ليلاً ، بعيداً عن مناطق التلوث الضوئي .. سيتعجب من هذا البناء الهائل المذهل فوقنا ، وكم نحن في غفلة شبه مستمرة عنه .. لم يعد الكثير منا يستمتع بجمال هذا البناء المذهل الذي يظهر فوق رؤوسنا كلما حل المساء والظلام ، وبالتالي صرنا لا نجد وقتاً لذاك النوع من التأمل الجالب للخشية والاطمئنان والإيمان إلى القلوب .. فما أحوجنا في مثل هذه الظروف، حيث القلوب القاسية ،  إلى كثير وعميق تأمل في ملكوت الله ، ونردد دوماً وأبداً : رَبَّنَا مَا خَلَقْـتَ هَـذا بَاطـلاً سُـبْحانَك فقِـنا عَـذابَ النَّـارِ .   


ليست هناك تعليقات: