أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

السبت، 31 أكتوبر 2015

سناب شات وأخواته ..

   

 قبل عدة أيام كتبت عدة تغريدات على تويتر بشأن التحديث الأخير لواحد من برامج التواصل الاجتماعي وهو سناب شات ، وقلت باختصار أن التحديث الجديد يحتاج إلى التنبه وأهمية قراءة شروط         الاستـخـدام والخصـوصيـة
قبل الضغط على زر الموافقة ، الذي لم يوجد في الأساس غيره ، على عكس برامج كثيرة تتيح لك الخيار بين الرفض أو الموافقة ، وكأنما لا مجال لك لدخول البرنامج سوى بالموافقة أو حذفه من الهاتف ، بعد أن تكون قد أدمنت عليه بنسبة كبيرة !


   المهم في الموضوع كله أن المقصد لم يكن هو البرنامج نفسه ، وإنما اتخذته نموذجاً لبيان أهمية أن نقرأ العقود التي يوافق عليها أغلبنا بضغطة زر ، سواء كانت لمثل هذه البرامج الالكترونية التي أدمن كثيرون عليها ، أو حتى عقود التأمين وغيرها من عقود تجارية أخرى كثيرة ، التي أحسبُ أن كثيرين لاحظوا كم هي تكون طويلة وبنودها كثيرة ، إضافة الى أنها تُكتب بخط صغير بحيث لا تجد دافعاً لقراءتها فضلاً عن صعوبة قراءة ذاك الكم من الكلام !!

  لم أقصد من الموضوع الدعوة إلى الانعزال أو عدم التفاعل مع المستجدات التقنية في هذا العصر ، إنما المقصد هو التنبه للاستخدام الواعي لمثل هذه الوسائل التواصلية المختلفة ، والحرص الشديد قدر المستطاع ألا تتحول لكاشفات عن الحياة الشخصية للفرد منا ، بحيث تكون الأسماء والصور والهوايات وغيرها من معلومات شخصية مواداً للمتاجرة بين الشركات التجارية صاحبة تلك التقنيات.


   لا يجب الركون والاطمئنان إلى أن برامج التواصل مثل فيسبوك وتويتر وسناب شات وغيرها تابعة لشركات عالمية ، وبالتالي عالميتها دليل على أن المعلومات لن تكون عرضة للعبث ، سواء من طرفها أو من قبل آخرين ، بل مما يوصى به دوماً إلى الحذر باعتبار أنه في مجال الانترنت لا يوجد ما يسمى بالأمان مهما يشاع ويقال ، فإن هذا الأمان الذي نسمع عنه ما هو إلا برمجة أو شفرات معينة يضعها مبرمج ، وإن مسألة فكها واختراقها بإمكان مبرمج آخر القيام به ، وأمثلة أفعال " الهاكرز " هنا وهناك أكثر من أن نحصيها ، والتي تعاني دول منها ، إضافة إلى أجهزتها الأمنية  قبل الشركات التجارية وغيرها.

  الإنترنت شبكة عالمية فتحت آفاقاً جديدة وفرصاً للتواصل بين البشر ، ولكن لأن البشر مختلفون ، فكذلك تجد النوايا والأهداف مختلفة ، فكما هناك ملايين من البشر حريصون على خير البشرية، فمثلهم يعمل على النقيض.. وبالتالي كلما أمكننا استخدام وسائل التواصل على وجه التحديد ، دون تفاصيل شخصية دقيقة ، كلما استفدنا منها أكثر وأطول ..

   إن المجانية التي في خدمات وسائل التواصل ليست حباً وكرماً ، بقدر ما هي خدمة بمقابل ، والمقابل هو معلوماتك أنت وأنا وهي وذاك .. معلوماتنا تتجمع لديها على أشكال مختلفة ، كتابات وصور وأصوات وأرقام وغيرها ، ثم تُباع وتستخدم بين جهات عديدة ، تجارية وأمنية واستخباراتية وغيرها كثير كثير .. ومن هنا ندعو  للتريث والتمهل والتخفيف من الاندفاع نحو كل ما هو جديد في عالم النت ، فالحذر مطلوب وكذلك شيء من الحكمة .. 

ليست هناك تعليقات: