أطياف

الحياة مدرسة.. أستاذها الزمن ودروسها التجارب

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

الحرامي هو الحرامي .. ولكن ؟


   خبر طريف قرأته ذات مرة عن اتهام ثلاثة أشخاص في مدينة آسيوية  لقيامهم بسرقة قميصين ومبلغاً من المال يساوي تقريباً  دولارا ً أمريكياً واحداً ، بعد أن قاموا بتهديد مالك القميصين والدولار !

  وقد حكمت المحكمة على المتهمين الثلاثة، بالسجن 22 عاماً لاثنين منهم  والثالث بالسجن لمدة 33 عاماً . وقد قامت والدة أحد المتهمين في قاعة المحكمة بالقول أمام القضاة ": إذا كنا من الأغنياء لوقف القاضي والمدعي العام معنا، ولكن لأننا فقراء ولا نملك المال ، فسيذهب أولادنا إلى السجن ..

   ونقرأ بالمقابل أخبارا أخرى عن أشخاص في مناصب كبيرة يستغلون مواقعهم الوظيفية في سرقة الملايين من الدولارات الخضر. منهم من يتم كشفهم ومحاكمتهم بصورة وأخرى، ولكن أكثرهم يختفون من الوجود بعد السرقة وكأنهم لم يكونوا من ذي قبل في قائمة الأحياء !؟

    الحرامي هو الحرامي ، سواء سرق دولاراً واحداً أو ملايين من الدولارات . وليست المشكلة في النظرة أو المبدأ ، لكن المشكلة الكبيرة تكمن في أن الحرامي الغني أو الحرامي الأخطبوطي قادر على أن يفلت من العقوبة بطريقة وأخرى ، لكن الحرامي المنحوس  الذي يسرق بضع دراهم او دولارات او غيرها من عملات أو بضع من الدجاج والحمام  ، تقع الفأس على رأسه وبشدة ، وينتهي به المطاف في السجن ليمكث بضع سنين ، يعاني آلام العقوبة ، لتستمر بعدها تلك الآلام معه إلى ما بعد الخروج من السجن ، حيث لا ترحيب ولا عمل ، وإنما البطالة والسمعة السيئة بالانتظار .

     الأهم في الموضوع كله هو السرقة من المال العام . إذ مهما كانت قيمة المسروقات ، فهي خيانة للبلد وأهله . ولهذا يجب أن تكون هناك عدالة وتناسب في العقوبة بين من يسرق القليل، والذي يسرق الكثير .

    الملاحظ الآن في كثير من دول العالم ، المتقدم منها والمتخلف ، أن الحرامية الكبار دائماً يخرجون بسلاسة عجيبة من قضايا نهب المال العام وغير العام ، في حين تكثر قضايا الحرامية الصغار في مراكز الشرطة وتتـفنن المحاكم في إنزال أشد العقوبات على أولئك الصغار ، وتتعامى أو تتغافل عن الكبار ، رغبة أو رهبة .  

مشكلة حقيقية ومفارقة عجيبة في مسألة السرقة من المال العام ، أن يُقام الحد على الفقير الضعيف ، ويترك الشريف القوي ..  إنها فعلا مشكلة قيم وأخلاق تعيشها المجتمعات البشرية وهذه هي خلاصة الموضوع.       

هناك تعليقان (2):

أنسانة بسيطة يقول...

أجد الكثير من ما تحدثت عنه في طرحك الطيب أخي الكثير - أكثير حرامية مثل أكثير من الاسماك في البحر.الحوت يبلع وهو ماشي - من بيحاسبه - والاسماك الصغيرة - لها عقوبات حازمة- عادي من بيهتم أو هذا القانون ولازم ينفذ- كنت ومازلت اقول " إلي يرضى بالظلم ويوافق على إنزال اقصى العقوبات على سارق بسيط ويدع من سواه حراً فهو أكبر سارق " لأنه سرق العدل ودفنه في قبر الضمير الميت" سواء كان قاضي او محامي أو حتى شرطي..لهم الله وهو مو غافلة عنهم- بس والله حرام إلي يصير - م\وين العدل في كل هذا..حتى ميزان العدل تلاعبوا فيه ...
طرح موفق استاذي
دمت بود

Butterfly Chick يقول...

9a7 elsanek..

I enjoyed reading what u wrote and I totally agree with you :)

mangool ela la7awl wala qowat ela belah!