
كعادة اليهود في كل زمان ومكان، قام يهود بني
النضير بالتحريض على المسلمين، فتآمروا مع مشركي الجزيرة يحثونهم ويزينون لهم أمر
الحرب على النبي، وسهولة القضاء عليه هذه المرة.
خرج المشركون في عشرة آلاف مقاتل صوب المدينة،
يريدون الإبادة الشاملة للمسلمين. وكانت أولى المفاجآت.. خندق عظيم ما رأوا مثله
من ذي قبل، فأجبرهم على تعديل خططهم العسكرية القاضية بالهجوم المباغت، إلى حصار
طويل بكل سلبياته على المحاصر، مثلما على المحاصَرين.
في لحظة صفاء، جلس نعيم يتأمل الوضع ويدرس
الأحداث. وتساءل في حوار مع نفسه عن سبب مقاتلة المسلمين، وهم لم يؤذوه وقومه في
شيء، وإنما خرج مع قومه استجابة لطموحات قريش وأجندتها، ورغبة يهود بني النضير في
الانتقام من المسلمين.. شعر نعيم أنه في هذه المعركة إنما أداة
يستخدمها غيره لقضاء حاجاته، أو كالإمّعة، يسير مع الناس، إن أحسنوا أحسن، وإن
أساءوا أساء! فلم يعجبه هذا الأمر في تلك اللحظات الصافية، وقرر أن يغيره، فكان إسلامه،
لكن بهدوء ودون ضجيج.

فهل نرى نعيماً بن مسعود جديدا، يشتت كلمة المتحالفين المتآمرين على أهالي
سوريا المستضعفين؟
أرجو الله ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق