قديماً وقبل
التوسع الإداري في الدول والمؤسسات، كان لكل زعيم أو ملك وزير أو وزيران ، لهما
الكثير من الصلاحيات ، وغالباً ما يكون الوزير من المقربين جداً إلى الزعيم أو
الملك ، وليس شرط أن يكون الوزير من عائلة الملك أو الزعيم ..
حديث اليوم عن أبرز وزيرين في تاريخنا لخير
البشر محمد ، صلى الله عليه وسلم ، أبوبكر وعمر .. فقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من نبي إلا وله وزيران
من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض ، فأما وزيراي من أهل السماء : فجبريل
وميكائيل ، وأما وزيراي من أهل الأرض: فأبو بكر وعمر .
ما إن بدأت دولة الإسلام الأولى العمل بقيادة
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، حتى كان أبوبكر وعمر مع النبي الكريم أشبه
بالظل له، صلى الله عليه وسلم ، يرافقانه في كل تحركاته ويجلسان إليه ويشاورهما
أكثر من بقية الصحابة المقربين..
روى أنس
رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يخرج على أصحابه من المهاجرين
والأنصار وهم جلوس، فيهم أبو بكر وعمر، لا يرفع إليه أحد منهم بصره، إلا أبو بكر
وعمر، فإنهما كانا ينظران إليه ، وينظر إليهما ، ويـبـتسمان إليه، ويـبـتسم إليهما .
بعيداً عن تفاصيل حياة الوزيرين أو الشيخين ،
أبوبكر وعمر، فقد يتبادر إلى الذهن تساؤل مشروع عن السر في اختيار الرسول، صلى
الله عليه وسلم، لهما ليكونا معه كوزيرين أو ما شابه وإن لم يعلنها صراحة ، رغم أن
الصحابة كانوا على دراية بمنزلتيهما عنده صلى الله عليه وسلم
أقول
: ربما اختياره لهما فيه نوع من لفت أنظار من سيأتون لإدارة شؤون المسلمين
مستقبلاً ، إلى حُسن اختيار من حولهم من بطانة أو مستشارين وما شابههم ، وأهمية أن
يكونوا من تلك النوعية التي تتميز بالشخصية المستقلة التي لها رأيها ونظرتها الخاصة
للأمور ، وليس من الإمّعات ، إن قال الزعيم خيراً فخير ، وإن شراً قالوا بمثله ! وتلكم واحدة من الدروس الإدارية العديدة التي يمكن استلهامها من سيرته صلى الله عليه
وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق