لابد أن وراء ذلك سبب أو جملة أسباب ، فإن تقليل
الإنسان من شأنه وذاته دليل على أن هناك جذوراً للمسألة عميقة تستوطن ذاكرته ،
بحيث تتغذى تلك الجذور على ذكريات وحوادث مؤلمة سابقة ، تدفعه دفعاً بين الحين
والحين للشعور بالدونية وبالتالي التقليل من الذات أو تحقيره .
واحدة من مشكلات الكثيرين في حياتهم وعدم
ايجابيتهم وقدرتهم على أن يكونوا منتجين
في المجتمع ، هي احتقار الفرد منهم لذاته
وعدم احترامه وتقديره لنفسه .. وبالتالي ضعف علاقاته مع أفراد المجتمع ، وميله نحو الانعزال السلبي ..
تلك الذكريات تعود بالطبع إلى مراحل مبكرة من
عمر الإنسان ، وخاصة البيت ومن ثم المدرسة ، باعتبارهما أكثر المواقع التي يمكث
فيها أي فرد منا في حياته ، واكثر المواقع التي يختلط بأفرادها وتنشا علاقات
وتتنوع الصداقات وتتشكل الشخصيات ويمتلئ الذهن بعشرات الألوف من الذكريات المتنوعة
كذلك ..


من هنا لننتبه الى الحواضن التربوية الأولى
، البيوت والمدارس ، فإن دورهما كبير في صناعة أجيال معتزة بنفسها واثقة الخطى ،
أو العكس من ذلك تماماً .. وتلك هي خلاصة ولب موضوع اليوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق