اللغة العربية جميلة وبها من التعابير والكلمات ما تجعلها غنية ومتفوقة على غيرها من اللغات . ولعل عدم إلمام أغلبنا باللغة في هذه الأيام ، يجعلنا لا نميل إليها كثيراً أو قد لا نتفق على أنها لغة غنية ثرية تستوعب كل المعارف والعلوم والمعاني والمشاعر .
وقد قرأت ذات مرة في كتاب يتحدث عن جرائم الأحداث ونوعية تلك الجرائم وكيفية معاقبة مرتكبيها . ولفت نظري في فصل عن القصاص أن هناك عدالة بالغة في القوانين الشرعية بحيث يطالب الشرع بالقصاص من المعتدي حتى في الجروح التي يحدثها بجسد المعتدى عليه .
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj-vvbd9YlhVbsRph6HfGS59Srxdb89xhnvaAFAt-EyPTQcZoZATQ6pnmNbxiUbTH1htXoJlN5NeBJ-PAGB6Nz3fFszoloUVWz_HM1FYvrD-doFjvRX5a87urcOIpfbvAAVTOh3a_vRk6dU/s1600/head.jpg)
قوة العربية واضحة هنا في الكيفية التي يتم بها وصف الجروح ، إذ لا يكفي أن تقول أن فلاناً أحدث جرحا في وجه علان ، بل لا بد من وصف دقيق لنوع وعمق الجرح . وحين لا تكون ملماً باللغة ، وهذا هو حال أغلبنا ، فستكتفي بقول الجرح ، وإن تفضلت وزدت ، قلت بأن الجرحَ عميقٌ ويسيل منه الدم ، ولكن هذا لا يكفي في حالات القصاص . وفي هذا دلالة على العدل البالغ الذي يحرص عليه الشرع أن يقترن بالحكم والقضاء بين الناس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق