تحدثنا قبل هذا عن بعض عوامل وصفات لا بد أن تتوفر في السياسي الناجح والراغب في استمرار النجاح والبقاء في عالم الأضواء رغم وجود الكثير من المهددات، سواء ممن حوله من منافسين داخليين أو من متربصين من خارج الحدود..
من هنا يدرك السياسي الناجح أنه في طريق شائك وبه فوق ذلك الكثير من العراقيل وربما بعض الألغام. فكيف يتصرف والحال كذلك؟ الحل هو استخدام ما تعلمه من فنون جذب الآخرين وكسبهم بالصدق أو بالحيلة إذا اقتضى الأمر.
واحدة من الطرق المألوفة التي ربما لو لاحظ أحدكم في نشرات الأخبار التي تكون حول الحملات الانتخابية للسياسيين مثلا، تجدهم يتحولون بقدرة قادر في ليلة وضحاها إلى أناس ودودين مرحين يحبون الخير ويكرهون الشر!
تجد أحدهم أمام الكاميرات تحديداً، يتفنن في إظهار كل مهاراته في التودد والتقرب إلى الناس، عبر المصافحة لأكبر عدد ممكن من المحتشدين حوله أو في طوابير وراء الحواجز الأمنية.. ترى السياسي الناجح يقترب من الحواجز الأمنية ويصر على أن يصافح العجوز والشاب والشابة والأطفال، بل تجد بعضهم يقف ويتحدث مع عدد من الجماهير مع ابتسامات واسعة على محياهم!
هل يعجبك ذلك التصرف؟ قد تقول لا وإنه تصرف غير مقبول وفيه الكثير من الاحتيال والخداع. نعم أوافقك الرأي ولكن ماذا تريد من السياسيين أو ربما غيرهم أو أنت نفسك لو كنت مكان أحدهم.. ماذا تريدهم أن يفعلوا أو ماذا أنت فاعله؟
ليس هناك ما يمكن أن نلوم عليه السياسي المتودد للناس، لأنه يدرك أن الود سلاح مهم مؤثر في فترة معينة، وبه يكسب أصواتهم. لكن إن أردنا إلقاء اللائمة على أحد فلا يجب أن يكون سوى الناخبين أو الداعمين.. أنا وأنت وذاك وتلك. نحن من يتأثر وينخدع فنرشح هذا وذاك.
نحن من يدفع بالسياسيين للتمثيل أو الاحتيال أحياناً. إن كنا على درجة من الوعي كافية كي لا تنطلي تلك الأساليب علينا خاصة أيام الانتخابات، لوجدت أكثر المرشحين في أعلى درجات الصدق والحذر في التعامل مع ناخبيهم ، ولكن لأنهم يدركون تمام الإدراك مستـوى الوعـي عند العامة، تجدهم يسلكون تلك المسالك لأجل تحقيق أهدافهم قبل أهدافنا..
وهكذا الحياة تستمر.، خادع ومخدوع، ومحتال ومحتال عليه.. خير وشر وحب وكراهية.. إنها الأضداد، وبها ومعها تسير الحياة.
هناك تعليق واحد:
نحن الدين نخدع انفسنا ونخدع المرشحين بمواقفنا ونفاقنا وعدم التزامنا وندفعهم الى نهج تلك السلوكاتونميل الى مثل هده النمادج في حين من يصدق القول والفعل نسخر منه
إرسال تعليق